هاجم وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار مرة أخرى وفي ظرف قصير، الجزائر وحملها مسؤولية استمرار جمود الاتحاد المغاربي، وراح يعلق على تصريحات المسؤولين الجزائريين حول القضية الصحراوية التي قال إنها تتجاهل الحقائق التاريخية والواقعية وتمس بحقوق المغرب التاريخية وسيادته الترابية. عاد نظام المخزن مرة أخرى وفي ظرف قصير إلى التحرش بالجزائر والافتراء عليها بالأكاذيب والادعاءات المغرضة، ففي محاولة جديدة للهروب من مسؤوليته تجاه القضية الصحراوية والتستر على جرائمه وتغطية الفشل الذي تتخبط فيه دبلوماسيته، وهاجم وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار، الجزائر مسؤولية استمرار جمود الاتحاد المغاربي، وعلق على تصريحات المسؤولين الجزائريين بأن تطبيع العلاقات بين الجزائر والمغرب وتحقيق حلم الاندماج المغاربي رهين باحترام موقف الجزائر حول نزاع الصحراء، قائلا إنها تتجاهل الحقائق التاريخية والواقعية وتمس بحقوق المغرب التاريخية وسيادته الترابية. وواصل وزير خارجية الرباط في حوار مع »الشرق الأوسط«، تهجمه على المسؤولين الجزائريين قائلا »إن تصريحاتهم تعتبر أسطوانة مشروخة ومتجاوزة يتحدوثون فيها دائمًا بمنطق الحرب الباردة«، معبرا عن رفضه لموقف الجزائر تجاه القضية الصحراوية وأنه لا أساس له ويتنافى- حسبه- تمامًا ومنطق التاريخ وقواعد حسن الجوار، واتهم مزوار السلطات في الجزائر بتضحيتها بالروابط التي تجمع بين البلدين بهذا السلوك، وترهن المنطقة المغربية وشعبها، مشيرًا إلى أنها تعرقل آفاق التعاون المشترك خاصة في ما يتعلق بالأمن والتنمية. ورفع النظام المغربي سقف التهجم والافتراء على الجزائر، حيث اتهم وزير الخارجية المغربي الجزائر بتعبئة وسائل إعلامها وجمعياتها لمناوأة مبادرة الحكم الذاتي التي تقدمت بها المملكة المغربية سنة ,2007 وادعى بأنها المسؤولة عن جرائم الحرب التي ارتكبتها بحق الأسرى من الجنود المغاربة، ورهن المسؤول المغاربي خروج العلاقات المغربية - الجزائرية من حالة الجمود، بوضع حد للمواقف المزدوجة قائلا إن مواقف الجزائر وسلوكياتها إزاء قضية الصحراء المغربية الذي تعرقل حسبه كل جهود الاندماج المغاربي. وردا على سؤال بشأن تأكيد الجزائر بتشبثها بمرجعية الأممالمتحدة، اتهم مزوار المسؤولين الجزائريون على القول بأنهم يستندون إلى مرجعية الأممالمتحدة بخصوص هذا النزاع الإقليمي وأن الجزائر تهدر الطاقة والمال في هذا الشأن على حساب بناء الصرح المغاربي المعلق إلى حين، . وكانت قبل أسابيع، الوزيرة المنتدبة لدى الخارجية المغربية، مباركة بوعيدة، قد هاجمت الجزائر أيضا، مدعية أنها تعرقل بناء صرح مغاربي ولها يد في القضية الصحراوية، في محاولة جديدة يائسة تفضح الفشل و الخيبات التي تتخبط فيها الدبلوماسية المغربية، بالإضافة إلى الهجوم اللفظي المشين الذي أطلقه رئيس الدبلوماسية المغربية ضد الجزائر على خلفية تعيين الإتحاد الإفريقي لمبعوث خاص بالصحراء المغربية. ويسعى المغرب في الآونة الأخيرة لخلق المشاكل مع الجزائر من أجل التغطية على الجرائم التي يرتكبها في حق الشعب الصحراوي، عبر الترويج لسيل من الأكاذيب وأطنان من المغالطات وتزوير الحقائق، إذ تعد خرجة وزير الخارجية المغربي الثانية من نوعها في أقل من شهر بعد تلك الاتهامات التي شنها مطلع هذا الشهر، وهو ما يعكس بحسب العديد من المتتبعين لملف النزاع حول الصحراء الغربية نية المخزن في تصعيد الهجوم على جارته الشرقية والحرص على إثارة قصايا خارجية بهدف تغطية الفشل الذريع الذي يتخبط فيه العرش المغربي، والهروب من مسؤوليتها تجاه القضية الصحراوية عن طريق خلق مشاكل لا معنى لها، وتحويل الرأي العام دولي نحو قضايا جانبية مزيفة.