تصريح وزير الخارجية المغربي حول اتحاد المغرب العربي وعلاقته بقضية الصحراء الغربية يؤكد، إن كان هذا الموقف يعكس حقيقة الموقف الرسمي المغربي، بأن المغرب عاد إلى السياسة التي تبنتها الجزائر منذ سنوات في التعامل مع بناء اتحاد المغرب العربي. فوزير الخارجية المغربي قال خلال اجتماع طرابلس هذا الاسبوع أن العلاقات بين الجزائر والمغرب يجب ألا تتأثر بتطورات القضية الصحراوية لأن هذه الأخيرة أصبحت بيد الأممالمتحدة. والواقع أن الجزائر ما فتئت تؤكد على هذا الموقف الثابت، حيث أكدت مرارا أن بناء اتحاد المغرب العربي وتطوير العلاقات الجزائرية - المغربية يجب أن يتم بمنأى عن تأثيرات القضية الصحراوية التي تتكفل بها الأممالمتحدة التي تعمل على البحث عن تسوية لها وفق الشرعية الدولية. إلا أن المغرب، رفض هذا الطرح، وما فتئ يقحم الجزائر في كل كبيرة وصغيرة تتعلق بتطورات القضية الصحراوية، بشكل يسمم العلاقات الثنائية ويعرقل تطورها ويعطل استكمال بناء أسس الاتحاد المغاربي. نأمل أن يكون المغرب قد اهتدى الى المنطق والواقعية في عدم الخلط بين العلاقات الثنائية وقضية نزاعه مع جبهة البوليزاريو ونأمل أن يكون من يقودون الدبلوماسية المغربية قد عادوا إلى رشدهم واقتنعوا حقيقة بصحة الطرح الجزائري سواء ما يتعلق بالقضية الصحراوية أو العلاقات الثنائية أو استكمال صرح اتحاد المغرب العربي.