بدأت بوادر الأمل تلوح في الافق بعد الإعلان، أمس، عن دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية حيز التنفيذ لمدة 72 ساعة، كانت نتيجة لحراك دبلوماسي دولي مكثف في مسعى لوقف العدوان على سكان غزة، يأتي هذا في الوقت الذي بدأ فيه عشرات الآلاف من المواطنين من مختلف مناطق قطاع غزة بالعودة لتفقد الدمار الذي حصل في منازلهم وممتلكاتهم جراء قصف الاحتلال الذي استمر 30 يوما. دخل الاتفاق الذي جاء بمبادرة مصرية وأمريكية حيز التنفيذ عند الساعة الثامنة من صباح يوم أمس، بالتوقيت المحلي على أن يمتد لمدة 72 ساعة قابلة للتجديد لبدء المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين الأمر الذي أثار ردود فعل إقليمية ودولية ايجابية آملة في التوصل في أقرب الآجال إلى تهدئة نهائية تكفل جميع حقوق الشعب الفلسطيني. وذكر بيان لوزارة الخارجية المصرية، أنه حرصا من مصر على أرواح الأبرياء وحقنا لمزيد من الدماء فان مصر تدعو كلا من إسرائيل والسلطة الفلسطينية وكافة الفصائل الفلسطينية إلى وقف لإطلاق النار لمدة 72 ساعة قابلة للتمديد اعتبارا من الساعة الخامسة صباحا من نهار أمس، واستقبال الوفود رفيعة المستوى من الطرفين لتنفيذ المبادرة المصرية، وأعربت الخارجية المصرية في بيانها عن الأمل في أن يؤدى ذلك إلى تثبيت دائم لوقف إطلاق النار وإعادة الاستقرار للمنطقة. وكان الاحتلال قد قصف خلال ساعات فجر أمس، عددا من المنازل والأراضي الزراعية في العديد من مناطق قطاع غزة بالصواريخ والقذائف وقام بأسر المئات، فيما كثف المستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم واقتحامهم المسجد الأقصى وتدنيسه تحت حراسة ودعم جنود الاحتلال. ومن جهتها، أكدت حركة حماس دخول التهدئة المؤقتة مع الاحتلال الإسرائيلي حيز التنفيذ، داعية الجانب الإسرائيلي إلى الالتزام بها وبدء مفاوضات غير مباشرة في القاهرة حول شروط التهدئة وذلك على أساس المطالب الفلسطينية التي توافق عليها الوفد الفلسطيني، وقام بتسليمها للجانب المصري، وأكد الناطق باسم الحركة سامي ابو زهري، أمس، » دخلت التهدئة حيز التنفيذ عند الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي والفصائل الفلسطينية تؤكد التزامها وندعو الاحتلال للالتزام وعدم العودة لخرقها «، وكان طيران الاحتلال الإسرائيلي قد كثف غارته على مناطق مختلفة من قطاع غزة دقائق قبل دخول التهدئة حيز التنفيذ . وعقد الوفد الفلسطيني الموحد، أمس الاثنين المنصرم، اجتماعا ثنائيا مع مسؤولين من جهاز المخابرات المصرية بعد اجتماع أول عقد مساء الأحد وتضمن تسليم الورقة الفلسطينية لمطالب التهدئة الدائمة على أساس وقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي الفوري من قطاع غزة وإنهاء الحصار وفتح المعابر وتأمين دخول الأفراد والبضائع. في المقابل، أعلنت السلطات الإسرائيلية في وقت متأخر من ليلة الإثنين رسميا موافقتها على وقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 72 ساعة ابتداء من الساعة الثامنة من صباح يوم أمس، فيما أعلن جيش الاحتلال انه سينسحب بالكامل من قطاع غزة عند دخول التهدئة المؤقتة حيز التنفيذ، وزعمت مصادر إعلامية إسرائيلية أن قواتها البرية أكملت مهمتها في تدمير الأنفاق التي كانت من بين الذرائع التي ساقها الاحتلال لتبرير عدوانه على القطاع الذي انطلق قبل 28 يوما والذي أسفر إلى غاية الآن عن استشهاد 1865 فلسطينيا وإصابة أكثر من 9563 آخرين بجروح، وحسب المصادر ذاتها فمن المتوقع أن يتوجه وفد إسرائيلي خلال الساعات القريبة القادمة إلى القاهرة للمشاركة في المفاوضات حول التوصل إلى هدنة دائمة. 1865 شهيد و9563 جريح حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أمس، أن حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي الذي دخل على قطاع غزة يومه الثلاثين بلغت 1865 شهيد و9563 جريح. وذكرت الوزارة أن من بين الشهداء 429 طفل و 243 امرأة و 79 مسنا، موضحة أن من بين الجرحى 2877 طفل و1853 سيدة و 374 مسن، مشيرة إلى أن 153 من بين جرحى العدوان تحت العناية المكثفة ما قد يرفع أعداد الشهداء. وحسب الوزارة فإن 38 فلسطينيا استشهدوا في القصف الإسرائيلي الذي استهدف مدارس وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين »أونروا« منذ بداية العدوان الإسرائيلي.