توقع ضابط كبير بالجيش اللبناني وجود اختراقات أمريكية كبيرة داخل الجيش اللبناني هدفها السيطرة على قراره وتحويله من موقع العداء لإسرائيل إلى موقع العداء للمقاومة تحت عنوان »حصر السلاح بيد الدولة«. وقال الضابط اللبناني في إن الأمريكيين يعملون على تجنيد بعض ضباط الجيش اللبناني لصالحهم مستغلين تواصل المدربين الأمريكيين مع نظرائهم اللبنانيين، وهو أمر يلقى تسهيلات من جهات سياسية تملك تأثيرا ونفوذا على ضباط معروفين في الجيش. وأضاف أن بعض الضباط –حسب زعم المصدر- يملكون علاقات ممتازة مع الأمريكيين تتخطى حدود التنسيق العسكري المتعارف عليه، منهم عميد محسوب على وزير الدفاع إلياس المر وعميدان محسوبان على الرئيس المكلف سعد الحريري، وعميد محسوب على رئيس الجمهورية. ورأى الضابط -الذي لا يزال في الخدمة الفعلية- أن اعتقال ضابطين -خلال هذا العام- يحمل كل منهما رتبة عقيد بعدما تبين أنهما جاسوسان لإسرائيل، ليس سوى نموذج لما يمكن للأمريكيين فعله، حيث إن الضابطين اعترفا بتجنيدهما من قبل العدو خلال متابعتهما لدورات تدريبية في الغرب. واعتبر هذا الضابط أن رعاية السفيرة الأمريكية في بيروت ميشال سيسون المتكررة لحفلات تخريج ضباط وعسكريين لبنانيين استفزت مشاعر الوطنيين داخل الجيش. وقال »إن الدولة التي أمدت إسرائيل بالصواريخ الذكية لتقصف وتقتل الأطفال والنساء بلا رحمة خلال حرب جويلية 2006 لا يمكن أن تضمر الخير للبنان«. لكن العميد المتقاعد والخبير العسكري نزار عبد القادر رفض مقولات الضابط اللبناني وأكد في حديثه »أن الأمريكيين لم يحاولوا أبدا التدخل في عقيدة الجيش أو في سياسات قيادته، وهو أمر أعرفه من خبرتي الطويلة كضابط سابق في الجيش اللبناني«. واعتبر أن الكلام عن الاختراقات وعن تغيير عقيدة الجيش لا يليق بقائله، لأن الواقع يشير إلى استحالة تنفيذ هذا الأمر في ظل وجود المعارضة اللبنانية، والأمريكيون يعرفون ذلك. وأكد الخبير العسكري الذي لا يؤيد سياسات المعارضة اللبنانية أن تقاطع مصالح الجيش اللبناني مع الأمريكيين ينحصر في الحفاظ على الأمن الداخلي في لبنان وفي الحرص على تطبيق القرار الدولي رقم 1701.