دخلت وزيرة التربية نورية بن غبريط منذ أسابيع في سباق مع الزمن لتفكيك قنبلة الدخول المدرسي المنتظر بعد أيام قليلة وإنقاذه من شبح الإضرابات. وتشير كل المعطيات أن الدخول المدرسي المقرر الأسبوع المقبل سيضع الوزيرة أمام أول امتحان صعب لها في ظل تهديدات أشهرتها معظم نقابات القطاع لاستئناف الاحتجاجات في حالة عدم الاستجابة لمطالبها وأخذها بعين الاعتبار. لجأت بن غبريط التي تواجه أول دخول اجتماعي لها منذ تنصيبها على رأس قطاع التربية قبل أشهر إلى عقد سلسلة من اللقاءات المراطونية مع كل نقابات القطاع سواء تلك المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للعمال الجزائريين أو المستقلة سعيا منها لتهدئة الوضع قبل الدخول المدرسي ومحاولة إيجاد الحلول التي تثني شركائها الاجتماعيين عن تنفيذ تهديداتهم بشل السنة الدراسة حتى قبل أن تبدأ. وتشير المعطيات الأولية وتصريحات رؤساء النقابات، أن وزيرة التربية باتت في مواجهة وضع حرج لا تحسد عليه بعدما فشلت كل لقاءاتها مع التنظيمات النقابية ومحاولاتها المتواصلة منذ أسابيع لاحتوائها وإقناعها بضرورة إنجاح عودة التلاميذ إلى المدارس الذي لا يفصلنا عنه سوى أياما معدودات ستحدد مصير الدخول المدرسي المرهون بالحلول التي ستوفرها الوصاية للمطالب التي رفعها الشركاء الاجتماعيين خلال جلسات العمل التي جمعتهم بالوزيرة شهر جويلية الماضي على غرار المطالبة بتجسيد الالتزامات الموجودة في المحاضر بين الوظيف العمومي والوزارة، وكذا ملف القانون الخاص، وتسوية ملف قضية الآيلين للزوال، حيث تطالب النقابات بالفصل فيه نهائيا من خلال إدماجهم في الرتب القاعدية وبدون شروط مع استفادتهم من الرتبة المستحدثة بتثمين الخبرة المهنية، بالإضافة إلى ملف عدم تحويل مناصب المتقاعدين إلى مناصب توظيف والمطالبة باستغلالهم في رتب ترقية، وقضية فتح مسابقات للرتب بداية من شهر سبتمبر، مع تطبيق قوانين طب العمل في قطاع التربية والمطالبة بإعداد منشور وزاري مشترك يسمح للأساتذة عبر مختلف الولايات من الاستفادة من حصص سكنية في جميع الصيغ، وتنصيب اللجنة الحكومية للخدمات الاجتماعية، وهي المطالب التي باتت بمثابة قنبلة موقوتة أصبحت بن غبريط مطالبة بتفكيكها مع الدخول المدرسي المقبل. ويبدو أن الصرامة التي تتعاطى بها النقابات في مواجهتها مع الوصاية وفشل جولات الحوار في إنقاذ الدخول المدرسي من شبح الإضرابات قد دفع بن غبريط للجوء إلى مصالح الوزارة الأولى، بهدف التعجيل في معالجة الملفات العالقة والمطالب المطروحة بين نقابات القطاع والوظيفة العمومية، وهي آخر ورقة تلعبها وزيرة التربية بها بن غبريط لإنجاح أول دخول مدرسي لها منذ تعيينها على رأس القطاع.