لا تزال وضعية عائلة قطاف لخضر الساكن بحي كازناف ببلدية جسر قسنطينة المعروف باسم »الشميني« بالسمار غير بعيد عن سوق الجملة للمواد الغذائية تزداد تعقيدا أمام إصرار السلطات المحلية التزام الصمت حيال كارثة حقيقية تهدد عائلته المتكونة من ستة أفراد. هذا الأخير انتهج جميع السبل وطرق أبواب جميع المعنيين من أجل انتشاله من الخطر المحدق به يتساءل اليوم عن سبب إقصائه من مختلف صيغ الترحيل التي تعتزم البلدية القيام بها، مناشدا المسؤولين من باب الإنسانية إنقاذه من المأساة وخطر الموت التي يترصد بعائلته في حال انهيار البيت القصديري أو الكوخ الغير صالح لعيش البشر والمهدد بالسقوط على قاطنيه. وبعبارة »رانا عايشين بقدرة ربي« استقبلنا رب العائلة »قطاف لخضر« الذي يقضي فيها وعائلته يوميات أشبه بالكابوس، فرغم الأضرار البليغة التي لحقت بأرضية السطح الذي يشغله، والذي أصبح حسب شهادة كل من يراه غير صالح للسكن إلا أن السلطات المعنية لم تتدخل وتلتزم الصمت تجاه كارثة ربما تودي بحياة كل قاطني أغلب البيوت الفوضوية الهشة بحي الشميلي التي تعاني هي الأخرى من الاهتراء. ومن جهته ر ب العائلة الذي أكد لنا أن القضية تعود إلى سنة 1987 حيث كان »قطاف« يملك قطعة أرض شيد عليه بيته العائلي لكن بعد سنتين أي 1989 ولأنها معرقلة لسير أشغال الطرقات و الشبكات لحي كازناف تم التهديم بمحضر تهديم و إلتزام وقعه رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية جسر قسنطينة السيد »شعبان بوعلاق« الذي وعده بالترحيل في أجل لا يتعدى الثلاث أشهر ، و أنه سيكون أول المستفيدين من برنامج إعادة الإسكان على مستوى البلدية رفقة خمس عائلات أخرى من ضحايا مشروع انجاز الطريق بحي كازناف تم جمعهم في قطعة أرضية ملك للبلدية و لأنها غير صالحة للبناء كانت مخصصة كمساحة خضراء. ومن هنا بدأت المعاناة في بيت ضيق يشبه الجحور لا يتسع للأثاث متكون من غرفتين يعيش فيه أربعة أولاد و الأم و الأب واقع مأساوي تعيشه هذه العائلة في مكان خطير تميزه التشققات في كل مكان من جراء الزلازل ، التي أضحت الديكور الذي يطبع منزلهم الهش التي تآكل جراء الرطوبة وأصبح يشكل خطرا على صحتهم وغير صالحة للإيواء إذ بلغت درجة كبيرة من التصدع و الاهتراء خاصة على مستوى غرف النوم. وفي ذات السياق كشف »قطاف احمد« عن محاضر ووثائق مختلفة بحوزته يعتمد عليها في إثبات الوضعية الصعبة التي يعيش فيها رفقة عائلته التي تعيش على أمل النوم دون التفكير في ما إذا كانت ستعيش لليوم الموالي أو أنها ستكون تحت الأنقاض فكل من تنقلوا لمعاينة الوضع أجمعوا في تقاريرهم على خطورة العيش في هذا البيت الذي يكاد أن ينهار على رؤوس سكانه ،حيث قام بإرسالها إلى صناع القرار من أجل انتشاله من هذا الخطر غير أنها لم تعطي نتيجة وكأنهم ينتظرون حدوث الكارثة. كما أن هذه المأساة حقيقية تكابدها عائلة »قطاف« في بيت تنعدم فيه أدنى شروط الحياة الكريمة بل وتعد الثواني والدقائق التي ربما مازالت في حياتها هناك، فهذا الأخير»محكوم بالحطب« على حد تعبير رب العائلة، والبقاء فيه ضرب من الجنون حيث سقط جزء كبير منه ولم يتبقى سوى ذلك الذي يحمل الغرفة التي يعيش فيها وإضافة إلى الخطر الذي يتهدده فهو يعيش ظروف اجتماعية قاسية مع أبنائه الذين يبلغ أكبرهم واحد وعشرين سنة وأصغرهم الأربع سنوات، فالبيت في أعالي السمار ومبني في منحدر - يقول- وهو ما يجعل أيامهم في فصل الشتاء كارثية بفعل الأمطار والرياح التي تهب من كل حدب وصوب. ويزداد توجس عائلة قطاف وخوفهم مع حلول فصل الشتاء الذي يتحول فيه الحي إلى مستنقع كبير، فالأوحال تملأ المكان ولا مجال للسير داخله، ناهيك عن تسرب مياه الأمطار إلى داخل الأكواخ الهشة، حيث يقضي قاطنوها أيامهم في حالة طوارئ استعدادا لأي كارثة محتملة.و يواظب محدثنا على وضع ملفات سكن وتجديدها باستمرار حتى لا يكون للمسؤولين عليه حجة، حيث يعود تاريخ أول ملف وضعه إلى سنة 1989 وحمل رقم 165 في قائمة المستفيدين من السكن الاجتماعي.