جددت الجزائر على لسان وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، أمس، استعدادها لمساعدة الأطراف المالية للتوصل إلى حل الأزمة في شمال مالي، مبدية أملها في نجاح الجولة الثانية من الحوار الماليبالجزائر. قال وزير الخارجية رمطان لعمامرة في الكلمة التي ألقاها بمناسبة افتتاح الجولة الثانية من المفاوضات الجوهرية بين أطراف الأزمة في مالي في إطار مسار الجزائر، بفندق الأوراسي إن السلطات الجزائرية لن تدخر جهدا في هذه المرحلة الحاسمة لمساعدة الماليين من أجل حل شامل وعادل في شمال مالي يأخذ بعين الاعتبار مطالب كل السكان، مبديا التزام الجزائر للعب دورها على أكمل وجه. وذكر لعمامرة بالعمل التحضيري الذي سبق الجولة الثانية من المفاوضات، كما عاد إلى اللقاءات التي تم عقدها في العاصمة البوركينابية وغادوغو، مشيرا إلى العمل الذي ينتظر انجازه ، ليعترف أن الطريق طويل أمام الماليين من أجل إيجاد تسوية شاملة، إلا أنه أبدى أمله في نجاح المفاوضات، مبرزا المسؤولية الملقاة على عاتق الفصائل المالية. وأبدى رئيس الدبلوماسية الجزائرية ارتياحه بعد تحقيق إجماع حول الصورة التنظيمية لهذه المفاوضات، داعيا الأطراف المالية أن تكون في مستوى طموحات الشعب المالي، مشيرا إلى استعداد فريق الوسيط للقيام بالمهمة المنوطة به. و تأتي الجولة الثانية من المفاوضات»الجوهرية بين أطراف النزاع « في إطار مسار الجزائر وفقا لخارطة الطريق التي تمت المصادقة عليه يوم 24 جويلية الماضي وتوجت بتوقيع حكومة مالي وستة حركات سياسية عسكرية من شمال مالي على إعلان وقف الاقتتال، ويتعلق الأمر ب بالحركة العربية للأزواد و التنسيقية من أجل شعب الأزواد و تنسيقية الحركات والجبهات القومية للمقاومة و الحركة الوطنية لتحرير الأزواد و المجلس الأعلى لتوحيد الأزواد و الحركة العربية للأزواد »المنشقة«. وكان بيان لوزارة الخارجية قد أكد أنه »في إطار تنفيذ خارطة الطريق الموقعة في 24جويلية الماضي بالجزائر العاصمة عقب مشاورات مع الأطراف المالية التي شاركت في المرحلة الأولى للحوار المالي الشامل من 17 إلى 24 جويلية حددت الجزائر بصفتها الطرف المشرف على الوساطة تاريخ انطلاق المفاوضات المالية الجوهرية في إطار مسار الجزائر في الفاتح سبتمبر بالعاصمة الجزائرية« كما يأتي الاجتماع غداة إجراء محادثات بالعاصمة البوركينابية واغادوغو بين مجموعات مسلحة ناشطة في شمال مالي إذ اجتمعت الأطراف المعنية الثلاثاء الماضي بهدف خلق »انسجام« بين مطالبها قبل مواصلة مسار »الحوار بين الماليين« في الجزائر. من جهته، أبرز وزير الخارجية البوركينابي جبريل باصولي أهمية هذه الجولة من المفاوضات، وأقر بصعوبة العمل المنتظر، ودعا المجتمع الدولي إلى الإسهام في إنجاح المفاوضات والتوصل إلى نتائج ملموسة، مخاطبا ممثلي الأممالمتحدة والاتحاد الأوربي »فلتكونوا وسطاء لحل دائم وليس عقبات في هذا المسار«. اختطاف الدبلوماسيين الجزائريينبمالي عمل موجه ضد إفريقيا وليس الجزائر فقط اعتبر وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة أمس، اختطاف الدبلوماسيين الجزائريين يوم 6 أفريل 2012 بغاو شمال مالي عملا موجها ضد إفريقيا وليس ضد الجزائر فقط، متأسفا لوفاة القنصل بوعلام سايس وقتل الدبلوماسي الطاهر تواتي. وعاد لعمامرة خلال الكلمة التي ألقاها بمناسبة افتتاح الجولة الثانية من المفاوضات الجوهرية بين أطراف الأزمة في مالي في إطار مسار الجزائر، بفندق الأوراسي، إلى عملية اختطاف الدبلوماسيين السبعة يوم 6 أفريل 2012 ، وأوضح أن هذا الاعتداء ضد مؤسسة ومستخدمين يحميهم القانون الدولي«، ورأى أنه » عمل موجه ضد إفريقيا والمنطقة بأكملها وليس الجزائر فقط ومالي«، مشيرا إلى الجهود المبذولة من طرف السلطات طوال فترة الاختطاف، قائلا بفضل جهود مضنية قام بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وصلت المعضلة إلى حل جيد سمح بعودة دبلوماسيين اثنين بعد الإفراج عن ثلاثة في وقت سابق«. وبالمقابل، تأسف رئيس الدبلوماسية لوفاة القنصل بوعلام سايس ومقتل الدبلوماسي الطاهر تواتي على أيدي تنظيم حركة التوحيد والجهاد، منوها بالخدمات التي قدموها من أجل الجزائر.