أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري، أمس، أن الحكومة مدعوة لاقتراح نصوص قوانين لفائدة الجالية الوطنية المقيمة بالخارج بشكل يسمح ب "تحديد دورها لصالح البلد الأم، داعيا الكفاءات والمستثمرين الجزائريين المقيمين بالخارج إلى المساهمة في تطوير الجزائر. أكد رئيس الغرفة السفلى للبرلمان خلال إشرافه على افتتاح الملتقى حول الجالية الوطنية المقيمة بالخارج بحضور رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم بجنان الميثاق بالعاصمة أنه "ينبغي على الحكومة اقتراح نصوص القوانين المناسبة لتجسيد إرادة المشاركة التي لطالما طالبت بها جاليتنا المقيمة بالخارج في تنمية البلاد، كما ينبغي على الحكومة تحديد الدور الذي يمكن أن تقوم به هذه الجالية لتحسين العلاقات بين الجزائر و البلدان المضيفة لها. في هذا السياق، قال زياري إنه يتعين على البرلمان التشريع إذا اقتضى الأمر في هذه النصوص، مبرزا حجم المسؤولية والدور الواجب لعبه من قبل رجال الأعمال الجزائريين المقيمين بالخارج المتعلق بكيفية وسبل المساهمة في تطوير الوطن الأم، فيما دعا الممثليات والسفارات الجزائرية إلى إزالة كل العوائق الإدارية التي تقف حاجزا أمام مشاريعهم. واعتبر رئيس المجلس الشعبي الوطني تحسين وضعية أفراد الجالية المقيمة بالخارج و العناية بظروف معيشتهم و احترام حقوقهم الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و الروحية عوامل ضرورية، مؤكدا على ضرورة الفرصة التي ينبغي منحها إياهم ليواصلوا إسهامهم في تطوير بلادهم. وأشار رئيس الغرفة السفلى للبرلمان إلى أن "المهاجرين الجزائريين على غرار مهاجري البلدان النامية الأخرى غالبا ما ينتقلون من وضعية اقتصادية صعبة في بلادهم إلى أشكال أخرى من الصعوبة والهشاشة في البلد المضيف". ودعا زياري الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج إلى احترام قوانين البلد المضيف،وأكد من جهة أخرى على البلدان المضيفة ضرورة الوفاء بالتزاماتها تجاه الجزائر بعدما أشار بالقول إن " على السلطات العمومية الجزائرية أن تدافع على حقوق رعاياها المقيمين بالخارج و أن تسهر على الحفاظ على كرامتهم. وبعد أن اعتبر أن "أزمة التسعينات باتت في عداد الماضي" وتغلب البلاد عليها حيث قال إن "الجزائر خرجت من هذه المحنة قوية و تغلبت عليها إلى الأبد"،أكد زياري أن الجالية الجزائرية عرفت كيف تثبت بجدارة مكانتها في شتى المواقع و المجالات، داعيا ممثلي الحركة الجمعوية للجالية الجزائرية المقيمة بالخارج باعتبارهم همزة وصل بين الجزائر والبلدان المضيفة إلى إعطاء صورة مشرفة للوطن الأم. وفي تدخله قال عبد الحميد سي عفيف رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية بالمجلس الشعبي الوطني إن إثارة ملف الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج تتطلب تكاثف الجهود وانخراط الشريحة المعنية في مناقشة أوضاعهم من خلال الحركة الجمعوية التي يبقى دورها مؤثرا في حياة المجتمعات، معتبرا إياها الإطار الأمثل لتنسيق جهود المواطنين وملتقى المعارف والكفاءات. وأبرز سي عفيف الهدف من تنظيم هذا الملتقى والمتمثل حسبه في اقتراح إستراتيجية وطنية توافقية باتجاه الجالية المقيمة بالخارج بآفاق جديدة ومقاربة متكاملة.