يؤكد عريف العمري رئيس جمعية العقلاء بفرنسا أن الجالية الجزائرية بالخارج متمسكة بتاريخها وبوطنها الأم، مبرزا في هذا الحوار الذي خص به »صوت الأحرار« الحقد الكبير لليمين المتطرف بزعامة ماري لوبان ضد كل ما هو جزائري وعربي على وجه العموم، كما أشار إلى الدور الذي يلعبه حزب جبهة التحرير الوطني وجمعية العقلاء في الحفاظ على الهوية الوطنية والدفاع عن حقوق الجزائريين بأرض المهجر، فضلا عن مواصلة النضال من أجل اعتراف فرنسا الاستعمارية بجرائمها في حق الجزائريين إبان الثورة المضفرة. ¯¯ ونحن نحتفل بذكرى ستينية أول نوفمبر الخالدة، كيف تنظر فرنسا للجالية الجزائرية؟ ● لا زالت فرنسا تنظر إلى الجالية الجزائرية على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية خاصة اليمين المتطرف بزعامة رئيس حزب الجبهة الوطنية ماري لوبان المعروف عنه عنصريته الكبيرة وحقده وكرهه لكل ما هو عربي ومسلم وجزائري على وجه الخصوص. ¯¯ لكن بعض السياسيين في فرنسا ابدوا نوعا من الليونة في تعاملهم مع الجزائريين، سيما وأنهم يمثلون نسبة انتخابية هامة في هذا البلد، ما تعليقكم؟ ● أريد القول أن عدونا الوحيد هو الجبهة الوطنية المتطرفة التي ترفض كل ما يقوم به الجزائريونبفرنسا، أما باقي الأحزاب ليس لدينا معها أية مشاكل على الإطلاق، والدليل على ذلك أن لدينا منتخبون في اليمين بزعامة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، كما أن هناك منتخبون من أصول جزائرية على مستوى العديد من الهيئات بالحزب الاشتراكي الذي يمثله وزراء جزائريون في الحكومة الفرنسية. ¯¯ ماذا يمثل 17 أكتوبر 1961 بالنسبة للجالية الجزائريةبفرنسا؟ ● هذا التاريخ يمثل محطة هامة من تاريخ الثورة التحرير من جهة وجريمة كبيرة لفرنسا الاستعمارية من جهة أخرى، وبدورنا قمنا مؤخرا بهذه المناسبة بعقد ندوة مخلدة للذكرى 175ذاكرةالجالية« حيث التقينا أمام اللوحة التي كتب عليها »هنا كانت ترمي الشرطة الفرنسية الجزائريين في نهر السين« والتي تشهد على واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبتها في حق الجزائريين، حيث أعطى ديغول أوامر لمحافظ شرطة باريس بإبادة المتظاهرين الجزائريين في ذلك اليوم الأسود، حيث بلغ عدد الشهداء أكثر من 1200 شهيد، فكانت بحق جريمة ضد الإنسانية. وقد طالبنا بإلحاح أن تعترف فرنسا بجرائمها ضد المهاجرين الجزائريين. وقد سعى ديغول إلى تطهير باريس من الجزائريين من خلال رصاص هذا المحافظ الذي قام بجلب الحركى وزرعهم في الأحياء الباريسية بعد أن أنشا لهم معسكرات للتدريب كما أعطى لهم صلاحيات واسعة، حيث قاموا بترهيب وتخويف المهاجرين. ¯¯ كيف تحضر محافظة الأفلان بفرنسا للاحتفال بذكرى أول نوفمبر 2014؟ ● محافظة حزب جبهة التحرير الوطني بفرنسا تنظم كل سنة احتفالات تخلد ذكرى أول نوفمبر، حيث ستعرف مشاركة جميع قسمات الحزب وحضور شخصيات بارزة وجمعيات فاعلة على رأسها جمعية العقلاء بفرنسا التي ينشط فيها مجاهدون وأبناء الشهداء إلى جانب أكاديميين ومثقفين... وسنقوم بإعداد برنامج خاص بهذه المناسبة الخالدة بمشاركة باحثين أمثال الإعلامي والوزير الأسبق محي الدين عميمور والأستاذ لمين بشيشي والباحث والمفكر بنجامين ستورا. ¯¯ ما الهدف الذي ترجونه من هذه الندوات التاريخية؟ ● الهدف من هذه اللقاءات التاريخية هو من أجل تجتمع الجالية الجزائريةبفرنسا وتعرف تاريخها الذي صنعه أبطال الثورة من أجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة، وأين انطلقت أول رصاصة بجبالها الشامخات ومتى ومن كان وراء تفجير الثورة التحريرية الكبرى، إلى جانب تعريف جاليتنا بمن هم رموز الشباب والطلبة الذين ثاروا في وجه المستعمر، أي أننا نحاول أن نقرب الماضي الثوري للجزائر لأجيال الشباب في فرنسا. ¯¯ هل لقيت هذه اللقاءات صدى لدى جاليتنا بفرنسا؟ ● بالتأكيد فالجزائريون المقيمون بفرنسا مرتبطون كثيرا بوطنهم الأم، ويفتخرون أيما افتخار بتاريخ بلادهم، وقد وجدنا تجاوبا كبيرا سواء من طرف الفرنسيين الأصليين أو من الذين يملكون الجنسية المزدوجة »الجزائرية- الفرنسية«، وفي هذا أريد أن أشير إلى أن عدد هؤلاء من فئة الشباب في فرنسا يبلغ 165,1 مليون شاب، وعليه نحن نساهم بقدر الإمكان بالتعريف بتاريخ الجزائر خاصة وأن فرنسا الاستعمارية لا تريد الاعتراف بجرائمها. ¯¯ ما هي الخطوات التي قمتم بها فيما يتعلق بهذا الملف؟ ● من جانبنا ناضلنا ولازال نناضل من أجل أن تعترف فرنسا الرسمية بجرائم الحرب التي ارتكبتها في حق الجزائريين إبان فترة احتلالها لبلادنا، وقد قلنا صراحة في أكثر من مناسبة أن بابا الفاتيكان والحكومة الألمانية اعترفا لليهود بحقهم فيما يعرف ب »المحرقة«، لكن فرنسا الرسمية دائما ما ترفض الخوض في ملف الجرائم التي قامت بها خلال فترة الاستعمار. وقد طالبنا أيضا بالاعتراف الرسمي بالتجارب النووية التي قامت بها في حراء الجزائر ونحن لازلنا نناضل من أجل هذا الحق. ¯¯ ارتبط اسمكم بجمعية العقلاء ما الهدف من تأسيس هذه الأخيرة؟ ● جمعية العقلاء تجمع جميع أطياف الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا من إطارات ومهندسين وأدباء وشعراء وإعلاميين، سيما الشباب منهم، حيث أنها صلة وصل لحل مشاكل جاليتنا بالخارج، خاصة الذين الشباب الذين لا يملكون وثائق أو الذين يقيمون بطرقة غير شرعية. كما أن جمعية العقلاء تنظم لقاءات بين المجتمع المدني الفرنسي والجزائري على حد سواء، حيث أن آخر لقاء كان يوم 27 سبتمبر الفارط تناول السماح الديني والحوار بين الأديان وبحضور السلطات الجزائرية والفرنسية على رأسهم قنصل الجزائر بآرجنتاي وهو اللقاء الذي احتضنته قاعة نيلسون مانديلا وحضره أيضا ممثل الكنيسة، حيث كان اللقاء فضاء مفتوحا للنقاش وأبدى من خلاله المتدخلون آرائهم حول مختلف القضايا. ¯¯ هل قمتم بتسوية بعض هذه الملفات؟ ● نعم، هناك عمل كبير تقوم به الجمعية، التي ينشط بها محامون أكفاء جزائريون وفرنسيون على رأسهم المحامي خلف الله إسماعيل، الذي له دراية كبيرة بهذه الملف، حيث كان لجمعية العقلاء دور كبير في تسوية عديد الملفات. ¯¯ كم يبلغ عدد الملفات المطروحة على مستوى الجمعية؟ ● يوجد على مستوى مكتب جمعية العقلاء 581 ملف لشباب جزائريين دون وثائق منها، 300 هي الآن على مستوى العدالة سيتم الفصل فيها مستقبلا. ¯¯ ماذا بشأن حزب جبهة التحرير الوطني في فرنسا؟ ● استحدثنا محافظة في الشمال الفرنسي ومقرها ارجونتاي، حيث نسهر على تطبيق القانون الأساسي للحزب ونعمل على حل مشاكل المناضلين والاستجابة إلى انشغالاتهم، كما أن المناضلين أبدوا التزامهم بدعم قرارات القيادة وعلى رأسها الأمين العام عمار سعداني سواء في الشمال أو الجنوب، وهنا أريد أن أؤكد أن الصندوق هو الفيصل في انتخاب أمين محافظة أو قسمة أو في اختيار من يمثل جاليتنا بالخارج في الهيئات البرلمانية. وبالمناسبة أريد أن أوضح أنه بعد اجتماعنا الأخير رفعنا لائحة تأييد ومساندة باسم رؤساء القسمات للأمين العام للأفلان نعلن فيها دعمنا المطلق في تسيير شؤون الحزب. ¯¯ كم يبلغ عدد المنخرطين في الحزب؟ ● جبهة التحرير الوطني حزب له وزن كبير وله ثقله في فرنسا، حيث يحظى بشعبية كبيرة بين الجالية الجزائرية المقيمة بباريس وضواحيها، على اعتبار أنه يحمل رمزية تاريخية كبيرة، كما أننا نعمل على مستوى المحافظة للتعريف بالحزب واستقطاب الشباب على وجه الخصوص للانخراط في الحزب. وعليه فالأفلان يحصي في صفوفه مناضلين من كلا الجنسين وكل الفئات شباب نساء رجال ومجاهدون حيث يبلغ عدد المنخرطين في فرنسا لوحدها 300 ألف شخص، من بين 200 ألف مناضل ب »بلجيكا، سوسيرا، أنجلترا واليونان«، وهنا أريد أن أشير إلى أن أغلب المنخرطين في الأفلان من جاليتنا المقيمة في أوربا شباب مثقفون وذو كفاءات كبيرة، كما أنهم يشغلون وظائف هامة هناك. كلمة أخيرة ● في البداية أريد أن أهنئ كل الشعب الجزائري بمناسبة الاحتفال بذكرى أول نوفمبر، كما أغتنم الفرصة لأثمن المجهودات التي يقوم بها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني وأعضاء المكتب السياسي في سبيل إعادة الأفلان إلى السكة وتكريس ريادته السياسية في المواقف والمسائل الوطنية والقضايا الإقليمية والدولية.