تمكنت قوات أمن تركية بالتنسيق مع الاستخبارات الأمريكية من القبض على عبد الباسط عزوز، زعيم تنظيم »القاعدة« في ليبيا، المتهم بالوقوف وراء مقتل السفير الأمريكي في بنغازي، فيما صرح الجنرال ديفيد رودريغيز، قائد القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا »أفريكوم« أن تنظيم »داعش« أقام معسكرات تدريب في شرق ليبيا. نجحت الاستخبارات الأمريكية في وضع حد لنشاط زعيم تنظيم »القاعدة« في ليبيا، واستنادا إلى وسائل إعلام تركية، ألقى الأمن التركي بالتنسيق مع »السي أي أي« القبض على عبد الباسط عزوز المتهم بتنفيذ عملية اغتيال السفير الأمريكي في بنغازي، وحصل الأمن التركي من الاستخبارات الأمريكية على معلومات ثمينة مفادها ».. دخول زعيم التنظيم عبد الباسط عزوز إلى مدينة اسطنبول بجواز سفر مزور باسم عواد عبد اللّه..« واستنادا للمعلومات الاستخباراتية، شرع جهاز المخابرات في مراقبة وتحديد عنوان المواطن الليبي عزوز وشكلت فريقا خاصا لاعتقاله ووفق المصادر نفسها، فإنه تم إلقاء القبض على عزوز يوم 13 نوفمبر الماضي وسط أحد الشوارع في مدينة يالوفا أثناء خروجه من منزله، ووضع الأمن التركي يده على حاسوبين خاصين بزعيم التنظيم الإرهابي في ليبيا، وتسلم جهاز الاستخبارات الأمريكية »السي أي أي« عبد الباسط عزوز من دولة عربية فور هبوطه من طائرة قادمة من اسطنبول، وكان ذلك في 24 نوفمبر الماضي. وجاء الإعلان عن هذه المعلومة الثمينة بالتزامن مع تصريحات أدلى بها لوسائل الإعلام الجنرال ديفيد رودريغيز، قائد القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا »أفريكوم«، قال فيها أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، المعروف اختصارا باسم »داعش« لديه معسكرات تدريب في شرق ليبيا، مشيرا إلى أن القوات الأميركية تراقب عن كثب هذه المعسكرات التي قلل في الوقت نفسه من أهميتها، وبحسب الجنرال الأمريكي يوجد في هذه المعسكرات نحو 200 مسلح واستبعد الجنرال ديفيد رودريغيز، القيام بأي عمل عسكري في المستقبل القريب ضد هذه المعسكرات »محدودة جدا وحديثة العهد« على حد وصفه،بحيث تفضل القوات الأميركية الاستمرار في متابعة الوضع عن كثب لتبيان ما إذا كان وجود تنظيم أبو بكر البغدادي في ليبيا يتوسع أم لا، وحول سؤال ما إذا كانت واشنطن تنوي القيام بضربات جوية ضد »داعش« في ليبيا كما تفعل مع عناصر التنظيم في سورياوالعراق، أضاف المسؤول العسكري الأمريكي قائلا: » كلا، ليس الآن«، وأكد مسؤول »أفريكوم« في نفس السياق أن التنظيم الإرهابي »بدأ نشاطاته في شرق ليبيا، حيث يقوم بتقديم بعض الناس، لكن علينا أن نستمر في متابعة ورصد الوضع بعناية كي نرى ما الذي سيحصل وما إذا كان (التنظيم ينمو باطراد«. وليست المرة الأولى التي يتم الكشف فيها عن وجود لتنظيم »داعش« في ليبيا، فقد ظهر هذا التنظيم علنا في درنة الليبية وقام بملبيات استعراضية تابعها الجميع، ودفعت بدول الجوار، خصوصا الجزائر إلى التحذير من مغبة التساهل مع ارتفاع حدة التهديد الذي أصبحت تمثله المجموعات المتطرفة في ليبيا في ظل الأوضاع المضطربة التي يعرفها هذا البلد وفي ظل غياب أي أثر للدولة في ليبيا، وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية، حسب ما تناقلته في وقت سابق عدة مصادر قد طلبت من دول جوار ليبيا، ومن ضمنها الجزائر، تسهيلات للقيام بعمليات عسكرية ضد الجماعات المتطرفة في ليبيا، وتحدثت نفس المصادر عن رغبة واشنطن في الاستفادة من إمكانية استعمال المجال الجوي لدول جوار ليبيا لتنفيذ طلعات جوية أو لنقل الجرحى، مما يدفع إلى الاعتقاد بأن واشنطن تحظر ومنذ مدة للقيام بعميلات عسكرية ضد أهداف في ليبيا. ويطرح الاهتمام الأمريكي بليبيا العديد من علامات الاستفهام، ويدفع إلى بناء جملة من الاحتمالات التي لا تخرج عن رغبتها في توسيع حربها ضد »داعش« إلى ليبيا التي يعتقد الكثير من المراقبين أنها قد تشكل بوابة لتوسيع نشاط تنظيم أبو بكر البغدادي، فبالنسبة لحسني عبيدي، وهو باحث سياسي ومدير مركز الأبحاث والدراسات حول العالم العربي في جنيف وهو يدرس أيضا في معهد الدراسات الدولية بجامعة جنيف، فإن تواجد »داعش« في ليبيا يشكل مخاطر كبيرة، فهؤلاء لهم توجه ضد البلد الذي لم يعد به كيان للدولة، إذ يوجد الآن برلمانان وحكومتان، علاوة على كم هائل من السلاح، ليبيا أيضا لديها حدود مع مصر وتونس ويمكن للإرهابيين عبورها دون عراقيل، كما أن ليبيا لم يعد لديها جيش واحد يمكنه الدفاع عن البلد، وهناك خطورة أخرى تتمثل في أن تواجد الجهاديين يزيد من فرص جذبهم لمن لهم نفس الفكر، علاوة على الخطورة على أوروبا وهو ما يثير قلق حكومات أوروبية مثل الحكومة الفرنسية على سبيل المثال التي تتابع الأمر باهتمام بالغ.