ظلت الجزائر منذ الاستقلال الوطني تدافع عن نصرة القضايا العربية بما يوحد جسد الأمة من المحيط إلى الخليج، وفي ظل المستجدات التي يعيشها العالم العربي، حرصت الدولة الجزائرية عبر مواقفها على احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الشقيقة بما يحفظ وحدتها وسيادتها . اتضحت رجاحة مواقف الدبلوماسية الجزائرية التي فسرت قبلا من بعض المتتبعين أنها مواقف سلبية تجاه مايحدث في المنطقة العربية في ظل مايسمى ب»الربيع العربي«، حيث ظلت الجزائر متمسكة بمبدئها القائم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، مع الحرص على تقريب وجها النظر بين الإخوة الفرقاء ودعم الحوار السياسي والدفع نحو الحلول السلمية رافضة بشكل قطعي التدخلات العسكرية من منطلق أنها تعمل على تفتيت الدول وتمس بسيادتها بما يعرض كل المنطقة إلى أخطار محدقة، وهو ذات الموقف في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن. والتزمت الجزائر في كل المحافل العربية بتقديم تجربتها ومقاربتها بمكافحة ظاهرة الإرهاب التي أصبحت عابرة للأوطان إيمانا منها انه لاتنمية اقتصادية في البلاد العربية دون استقرار أمني بالمنطقة. وعكست تصريحات الرؤساء العرب الذين زاروا الجزائر مؤخرا على غرار الرئيس التونسي باجي القائد السبسي و المصري عبد الفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس والأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني حول المواقف الجزائرية تجاه القضايا العربية، نجاح الدبلوماسية الجزائرية في طي الأزمات وحل الخلافات بطريقة سلمية، باعتبار أن العنف لايوّلد إلا العنف. وتبقى الدبلوماسية الجزائرية رغم الظروف والتغييرات الدولية تسير في فلك مناصرة القضايا العربية ووأد الخلافات سلميا، ولم تتخل على واجباتها اتجاه أشقائها حتى وهي تخوض أشرس المعارك ضد العدو الفرنسي، وخير مثال على ذلك التضامن الذي أبدته في هجمات 20 أوت1955 التي تزامنت مع ذكرى نفي الملك المغربي محمد الخامس إلى جزيرة مدغشقر. كما أن انشغال الجزائر بما يدور في المنطقة العربية مؤخرا لم يلهها على مناصرة القضية الأم في القضايا العربية المتمثلة في القضية الفلسطينية، حيث تبقى هذه الأخيرة تتصدر جدول أعمال أي اجتماع تشارك فيه الجزائر، ناهيك عن مساندة تقرير مصير الشعب الصحراوي، حيث تظل هاتين القضيتين من ثوابت الدبلوماسية الجزائرية.