وأفاد بيان لمكتب التحقيقات والتحاليل الفرنسي أن أجهزة استشعار متمركزة على مستوى محركات الطائرة قد تجمدت بفعل الارتفاع الشديد لمسار الرحلة في جو من الرطوبة العالية، وتسبب ذلك في أن ترسل أجهزة استشعار الضغط »أو بي أر« بيانات خاطئة إلى الطيار الآلي الذي فعّله طاقم الطيران أثناء الرحلة، وبعد ورود تلك البيانات، قام جهاز الطيران الآلي بإعادة تنظيم دفع المحركات بشكل يلائم السرعة التي حددها طاقم الطيران ومعدل الرطوبة الخارجي الخاطئ الذي نقلته المستشعرات، غير أن قوة الدفع تلك كانت غير كافية وأدت إلى تباطؤ سرعة الطائرة. وأظهرت تحاليل المكتب الفرنسي أن الطيار الآلي تدخل مرة أخرى لتصحيح موقف الطائرة والحفاظ على الارتفاع، كل هذا دون تدخل قائد الطائرة أو مساعده، قبل أن يظهر فجأة إشعار بوجود خطأ في تقييم قياس الضغط داخل المحركات أدى إلى انخفاض تسارع الطائرة من 290 عقدة إلى 200 عقدة في مدة 5 دقائق و35 ثانية، واستمرت وتيرة الانخفاض كذلك حتى ارتطام الطائرة بالأرض. وأوضح مكتب التحقيقات والتحاليل الفرنسي تبعا لنتائج تحليل الصندوق الأسود أن الطائرة تحولت عن مسارها بشكل مفاجئ ومالت بمقدار زاوية 140 درجة إلى اليسار واتخذت وضعية السقوط من الأمام ب 80 درجة. والمثير للإستغراب دائما حسب معطيات المكتب الفرنسي غياب أي مناورة من طرف قائدي الطائرة للتحكم فيها وتفادي فقدانها للارتفاع، حسب تقرير مكتب التحقيقات والتحاليل الفرنسي الذي اعتمد على معلومات »مسجل بيانات الرحلة « في الوقت الذي لم يتمكن فيه المحققون من استغلال »المسجل الصوتي للرحلة«. وقدرت التحقيقات أن يكون المسجل الصوتي قد تعطل قبل انطلاق الرحلة، وهو ما لم يسمح لفريق التحقيق من الإطلاق على المحادثات الصوتية بين قائد الطائرة ومساعده في مواجهة العطب الطارئ. يذكر أن طائرات »الماك دوغلاس« شهدت حادثين مماثلين بنفس العطب التقني سابقا عامي 2002 و2014 دون حدوث أضرار وخيمة، والحادث الثاني مس طائرة تابعة لشركة سويفت اير الإسبانية، نفس الشركة التي استأجرت الخطوط الجوية منها الطائرة المنكوبة التي كانت تنقل المسافرين عبر خط وغادوغو- الجزائر.