تعاني العديد من بلديات ولاية البليدة من تدهور كبير في محيطها سيما الأودية التي تلوثت بفعل المياه القذرة التي تصب فيها في ظل غياب تام لأية محطة تصفية للمياه بالولاية، وقد انعكست هذه الوضعية سلبا على محيط البيئة بالولاية التي تحصي 97 نقطة رمي عشوائي أغلبها على مستوى الأحواش والأحياء القديمة التي لا تتوفر على شبكة التطهير الصحي. تحصي ولاية البليدة عشرة وديان تمر مجراها عبر مختلف بلديات الولاية بلغ حجم المياه القذرة الملقاة بها يوميا وفقا لمعطيات مديرية الري ال 106.066 م3 وهو ما يعكس صورة التلوث الذي أصبح يهدد المواطنين القاطنين بالقرب من الأودية على غرار وادي بني عزة العابر لبلديات البليدة وأولاد يعيش وكذا بني مراد على إمتداد 30 كلم و وادي لكحل ووادي فتيس ووادي الحراش وواد بورومي وغيرها. وقد انعكست هذه الوضعية سلبا على محيط البيئة بالولاية التي تحصي 97 نقطة رمي عشوائي أغلبها على مستوى الأحواش والأحياء القديمة التي لا تتوفر على شبكة التطهير الصحي. فولاية البليدة التي يقطن بها أكثر من مليون و 200 أل نسمة وعدد هام من المناطق الصناعية لا تتوفر على أية محطة تصفية للمياه القذرة و ذلك بعد توقف المحطة الوحيدة بها »بني مراد« عن العمل منذ أكثر من 07 سنوات نتيجة حالة التدهور والتسيب التي عرفتها هذه المنشأة التي يعود تاريخ انجازها لسنوات الثمانينات. مشاريع في الأفق لإنجاز سبعة محطات تصفية لاستدراك الوضع و يتعلق الأمر بإنجاز سبع محطات لتصفية المياه القذرة تتوزع عبر مختلف الجهات الأربع من الولاية سيما بالبلديات المعروفة بكثافتها السكانية العالية حيث تم توطينها بكل من موزاية والأربعاء و الشبلي ومفتاح وبن خليل وحمام ملوان وكذا بوعينان. وفي هذا السياق ذكرت مصادر مديرية الري أنه من المنتظر أن تتكفل هذه المحطات السبعة بمياه ثلاث إلى أربع بلديات أخرى من الولاية كمحطة بني شقران التي تتكفل بمعالجة مياه الجهة الغربية للولاية بمعدل 25 ألف م3 في اليوم فيما تتكفل محطة الأربعاء بتصفية ما معدله 30.000 م3 من المياه يوميا. أما محطة مفتاح بالجهة الشرقية من الولاية فطاقتها اليومية تقدر ب25.740م3 و الشبلي 10.200 م3 /يوميا و مقطع لزرق بحمام ملوان 500 م3/يوميا و بن خليل 60.000م3/ في اليوم وهي محطات انطلقت أشغالها كلها و تعرف تقدما متفاوتا في ذلك. والمحطة الوحيدة التي لم تنطلق بعد هي محطة بوعينان وهي حاليا في طور الدراسة حيث تم تسجيلها لفائدة الولاية تحسبا لمتطلبات سكان المدينة الجديدة الجاري انجازها بالمنطقة. يشار في هذا الإطار إلى أن الجهود جارية على قدم وساق من أجل الانتهاء من أشغال إعادة التأهيل و توسيع طاقة معالجة محطة تصفية المياه لبني مراد التي توقفت عن العمل منذ أكثر من 7 سنوات. و ستتكفل هذه الأخيرة التي عرفت تأخرا كبيرا في الأشغال (مسجلة سنة 2011) بعد دخولها المرتقب حيز الخدمة في أكتوبر 2016 بمعالجة و تصفية 450 ألف م3 من المياه بعدما كانت في حدود ال70 ألف م3 سابقا. وستعمل المحطة على معالجة مياه زهاء ال500 ألف نسمة من سكان البليدة الكبرى التي تضم أريع بلديات و هي أولاديعيش و بوعرفة و بني مراد و البليدة. ومن شأن هذه العملية التي لا طالما انتظرها سكان وصناعيو و كذا فلاحوا الولاية على حد سواء في حماية الطبقة الجوفية التي تعد المصدر الأول لتموينها بالمياه الشروب علاوة عن استغلال المياه المعالجة في الصناعة إلى جانب سقي المساحات الفلاحية المجاورة حيث ستوفر بذلك على سبيل المثال لقطاع الفلاحة كمية من المياه المستعملة تقدر ب 70 ألف م3 يوميا. ويأمل سكان الولاية أن تدخل هذه المشاريع حيز الخدمة في أقرب الآجال و ذلك للحد من مشكل تلوث المحيط الذي أضحى نقطة سوداء تلاحق المسؤولين.