أمازيغي الهوية، وطني الانتماء، اشتراكي أممي الوجهة، مناضل عن بكرة أبيه. معارض سياسي كما لو خُلق ليعترض بتعبير الكاتب والفيلسوف ماكسيم غوركي. من شهوة التحرر من ربقة الاستعمار إلى شهوة الانتقاد حتى لا يكون ضمن المشهد الكبير كالشياه في القطيع.. سليل عائلة تنتسب للطريقة الرحمانية عن جده محند الحسين، خرج إلى الدنيا ملوّحا بالوجود و الأثر التاريخي ذات صيف من عام 1926 بعين الحمّام بتيزي وزو. دخل الكتّاب لحفظ آي القرآن الكريم في الرابعة، و تحول إلى المدرسة الفرنسية في السادسة، واصل تعليمه الثانوي بتيزي وزو ثم بالعاصمة محرزا على شهادة البكالوريا. ولأن الواقع هو الذي يشكّل وعينا كما يقول إنجلز ، بدأ حين آيت أحمد نشاطه السياسي وهو لما يزل طالبا ثانويا، بانضمامه إلى حزب الشعب. وبعد خيبة أمل الوطنيين الجزائريين إثر نهاية الحرب العالمية الثانية ومجازر الثامن ماي انتبه آيت أحمد إلى ضرورة العمل المسلّح كخيار وحيد للكرامة،فكان من الداعين إلى منظمة خاصة تتولى تكوين كوادر العمل المسلح . ثم أصبح عضوا للجنة المركزية لحركة انتصار الحريات الديمقراطية، وثاني رئيس للمنظمة الخاصة بعد وفاة محمد بلوزداد ، و ممثلا للوفد الخارجي لحركة الانتصار بالقاهرة سنة 1951 رفقة محمد خيضر. مثّل آيت أحمد الجزائر في مؤتمر باندونغ عام 1955 مع محمد يزيد، وانتقل إلى نيويورك للدفاع عن القضية الوطنية أمام هيئة الأممالمتحدة. بعد مؤتمر الصومام صار عضوا بالمجلس الوطني للثورة الجزائرية. كما كان رفقة كل من أحمد بن بلة ومحمد خيضر ومحمد بوضياف، والكاتب مصطفى الأشرف في حادثة اختطاف الطائرة الشهير. وبرغم تواجده بالسجن فإنه عيّن وزيرا للدولة في التشكيلات الثلاث للحكومة المؤقتة . بعد الاستقلال صار عضوا بالمجلس التأسيسي وأسس حزب جبهة القوى الاشتراكية في سبتمبر 1963م بعد خلاف عميق مع السلطة السياسية . عاش في منفاه الاختياري بسويسرا مواصلا نشاطه السياسي ومعارضته كما واصل دراسته أيضا بحصوله على الإجازة في الحقوق من لوزان ثم أطروحة دكتوراه في جامعة نانسي بفرنسا عام 1975م وكان موضوعها: حقوق الإنسان في ميثاق وممارسة منظمة الوحدة الإفريقية. عقب أحداث أكتوبر 1988 ودستور 1989 الذي قضى بالتعددية الحزبية وحرية التعبير والصحافة عاد آيت أحمد إلى الجزائر في ديسمبر 1989م وتفاعل مع التحولات التي عرفها البلد لكنه رجع إلى جنيف بعد اغتيال الرئيس محمد بوضياف . ظل معارضا لكثير من السياسات آنذاك منذ إيقاف المسير الانتخابي داعيا إلى ندوة وطنية للخروج من الأزمة، وأمضى على عقد سانت اجيديو بروما عام رفقة ست أحزاب سياسية آنذاك. لحسين آيت أحمد كتاباته ومؤلفاته أيضا منها: (الحرب وما بعد الحرب)، الذي صدر في ديسمبر 2004 (قضية مسيلي)، وقد صدر في فيفري 2007 (الفاشية الإفريقية، حقوق الإنسان في ميثاق وممارسة منظمة الوحدة الإفريقية)، وقد صدر عن دار لارمتان،. مذكرات مقاتل، روح الاستقلال 1942-1952)، صدر عام 1952وأعيد طبعه في الجزائر عام 2009 ولأن لكل أجل كتاب.. عاد حسين آيت أحمد المناضل والإنسان إلى الأرض مسقط رأسه مسجى..ليدفن اليوم في قبر أمه وإلى جانب والده وجده.. عاد إلى الأرض الطيبة التي دافع عن تحررها وعن تحرر الإنسان وعن الهوية وواجب الحقيقة والعدالة. عاد ليشهد الناس أنه كان وكان وكان..مهما اختلف وأخطأ وأنجز.. فاشهدوا فاشهدوا فاشهدوا..