عادت ذكرى رحيلك الثانية كما لم تعد من قبل.. هذا الرواق أو ذاك في خنشلة صار يحمل اسمك.. صرنا نعدك من ضمن فناني الذاكرة بتعبير النحات العالمي بوكرش. كنت يا لزهر حكاية سحر بوهج شخصيتك في محيطها العائلي والفني والحضاري. بعضهم يحتاج إلى وقت ليلتقي ذاته فيما يشبه رحلة البحث عن العظام بتعبير طاهر جاووت، وبعضهم الآخر لا يفتأ أن يعود إلى الذات بتعبير علي شريعتي. أما فئة قليلة فيمكن أن تقضي العمر كله بحثا عن الهوية عن معنى المعنى، وكيف نقول للناس والعالم: نحن هنا، وكيف نقدم لهم أجمل ما فينا من قيم، وأبهى ما نملك من تعابير مادية وجسدية وأروع ما نؤثث به حياتنا من رموز وعادات وحلي وأواني وألوان.. الفن فينا..لم يأتنا من الشرق أو الغرب، الفن هو نحن كما نحن عليه وليس كما تريدوننا أن نكون.. أنت أحد هؤلاء..فنان أعاد للفن التشكيلي الجزائري الحديث والمعاصر خصوصيته وأضافه إلى اللوحة التشكيلية العالمية.. كنت فنانا مفعما بالمحبة وشخصا مترفا بالإبداع وبحسّه الجمالي الكبير، كريما مع الناس وأهل المهنة، تقدم المثل ساطعا عن قيمة الفنان الذي يمد يده لأهله، يحمله في مركب العيون، يعبر عن ذاكرتهم وآمالهم في اللوحات والتصاميم الرائعة التي بهرت الدنيا وشغلت العشاق في معارض بميلانو،روسيا، ألمانيا، أمريكا والصين والفيتنام..وفي عواصم أخرى تفتح له شبابيك روحها ليهبها جمال الفن التشكيلي الأصيل بأنامل جزائرية وباسم دخل القاموس الدولي لأبرز فناني العالم. لزهر حكار المعتد بتراب بلده، والذي غرز ريشته وغمسها في ألوان الوطن وأثوابه وجدرانه.. فكك معادلة الرمز وغياب الجمهور عن صالات وأروقة العرض، فهم المعادلة وأجلس الناس بالآلاف في سابقة غير معهودة أمام لوحات خنشلة تحت الأسلاك الشائكة وخنشلة 54 وخنشلة قررّت.. هو المنجز الفني والتاريخ الثقافي الذي يبدأ من هنا، والبصيرة لا منطلق لها إلا من هنا، كذلك فعل اسياخم وخدة وطاهر ومان، وكذلك فعل لزهر حكار ..الفنان القادم من هوية متعددة هي الهوية الوطنية بكل أبعادها الثقافية والجمالية والذوقية. أما بعد: "الزمن يمضي والذاكرة تبقى". لزهر حكار