جمعية العلماء المسلمين الجزائريين على إثر الأحداث الأليمة التي واكبت مجرى المباراة الرياضية فإن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تدعو الشباب الجزائري وشباب مصر الشقيقة من أعضاء الفريقين ومشجعيهما، أن يلتزموا الروح الرياضية الحقة، وأن يكونوا في مستوى حضاري يشرفهم ويشرف الرياضة، وأن يعلوا على كل ما يقوم به بعض الإعلاميين مع الأسف الشديد، من تهييج للعواطف التي قد تؤدي لا قدر الله إلى عواقب وخيمة، تضر ولا تنفع، تهدم ولا تبني. إن الأخوة بيننا وبين الأشقاء المصريين فوق كل لعب، ولنتذكر أن الرياضة لعب وفن، لا تحمل أي حقد ولا أية إحَن، ولا تتجاوز فن اللعب وتقنياته، ولطافة الأداء الجيد إلى العدوان، ولا تخرج عن رقة الفن إلى وحشية التعامل، فلتكن معاملتكم وأداؤكم في الحدود الرياضية، فلا يؤاخذ البريء بما فعل المسيء، فالكرامة الإنسانية، والأخوة الإسلامية، ينبغي أن تكون رائدنا، فلا عدوان على أحد، ولا انتقام، وليتحمل المعتدي عدوانه وحده، فليست الرياضة حربا تُشن، ولا عدوانا يرتكب، ولا تهريجا ولا تحطيما، وإلحاق الضرر بالناس والممتلكات بالاستفزاز والتحريض على العنف. ولا ينبغي أن تجر الحماسة إلى تصرفات غير مسؤولة من تخريب للمؤسسات والعدوان عليها، لا يمكن أن ينقلب اللعب إلى عدوان، ولا الفن إلى أذى، ولا الفروسية إلى سقوط فيما ينافي كرامة الإنسان، وقيم الإسلام من أخوة وصدق ومحبة. أيها المشجعون للفريق الوطني الذاهبون إلى السودان الشقيق إننا نهيب بكم أن تبتعدوا عن أي تصرف من شأنه أن لا يشرفكم، ولا يشرف بلادكم، وأنتم ضيوف عند إخواننا السودانيين فتصرفوا بما يناسب الضيافة الكريمة وحسن الاستقبال، ولا تتركوا سبيلا لمن يسعى لإثارة الفتنة والعداوة والمشادات بين أفراد شعبينا العربيين المسلمين، شعب الجزائر وشعب مصر الشقيق، فحذار ثم حذار من الاستجابة للمعتدين المفسدين والمستفزين المندسين، فنحن أمة واحدة. ورسولنا (صلى الله عليه وسلم) يقول كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله، والمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه. وتهيب الجمعية بالإعلاميين أن يجتنبوا ما يثير الأعصاب، وأن يدعوا إلى التهدئة والحكمة والتعقل التزاما بالروح الرياضية الحقة. ولنجعل كلنا المصلحة العليا لبلدينا معا، والأخوة فوق كل اعتبار، لسد الباب منعا لأية فتنة بين الشعبين الشقيقين.