أكد عزّ الدين ميهوبي كاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلّف بالاتصال، أن المنتخب الوطني لم يكن ليحقّق هذا النجاح الباهر بالتأهل إلى المونديال لولا الهبة الكبيرة التي أبداها الإعلام الوطني الذي حرص على نقل كل التفاصيل عن مبارياته في التصفيات وخاصة المباريات الأخيرة، مشيدا ب »التضحيات« التي قدّمتها الصحافة الجزائرية من أجل صدّ كل الهجومات التي شنّتها آلة التضليل الإعلامي المصري في الفترة الأخيرة. تأكيد عزّ الدين ميهوبي جاء خلال حفل تكريم نظّم بفندق الهيلتون خصّ به صبيحة أمس الإعلاميين الجزائريين الذين تنقلوا إلى مصر والسودان لتغطية المواجهتين الحاسمتين للمنتخب الوطني، حيث لم يتوان في الثناء وتوجيه التهنئة إلى الصحافة الوطنية بمختلف أنواعها لكل ما قدّمته للوطن والمنتخب الوطني وكذا الجزائريين عامة بعد أن وافتهم بكل التفاصيل الدقيقة والأخبار المتعلقة بالمنتخب، ووصل الأمر بالمتحدث إلى حد التأكيد بأنه »ما كان لهذا النصر الذي تحقّق لولا وقوف الجميع بجانب الخضر وفي مقدمتهم وسائل الإعلام الوطنية«. واعترف كاتب الدولة المكلّف بالاتصال في كلمة ألقاها بالمناسبة بأن مهمة رجال الإعلام الجزائريين لم تكن سهلة البتة خصوصا خلال خرجتي مصر والخرطوم بالنظر إلى الظروف التي واكبت المواجهتين مع المنتخب المصري، وهو ما دفعه إلى توجيه خالص الشكر والعرفان إلى كل الصحفيين الذين رافقوا المنتخب الوطني بقوله: »وسائل الإعلام الجزائرية ورغم صعوبة المهمة استطاعت الوقوف في وجه الآلة الإعلامية التي تحاول التضليل بعيدا عن العمل الإعلامي المهني..«. ولكن أكثر ما لفت انتباه ميهوبي أن إنجازات الإعلامي الوطني لم يتوقف عند هذا الحد فقط لأنه »أثار إعجاب الإعلام العالمي وتحوّل إلى مصدر مهم للمعلومات لكل وكالات الأنباء العالمية«، مشيرا كذلك إلى دور الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وعلى رأسها محمد راوراوة في تسهيل مهمة الإعلاميين من خلال التنسيق الحاصل مع وزارة الاتصال، كما أثنى في المقابل على الدعم والتعاون الذي أبدته الكثير من المؤسسات ووقوفها إلى جانب الخضر طيلة مشوار التصفيات، وقال إن العمل بين الأسرتين الإعلامية والرياضية » تمّ وكأننا عائلة واحدة من أجل تحقيق هدف واحد وهو انتصار المنتخب الوطني«. »أداء الصحافة الوطنية شبيه بأداء الخضر« ولم يتوان عز الدين ميهوبي في التأكيد بأن أداء الصحافة الوطنية كان شبيها بأداء المنتخب الوطني طيلة مرحلة التصفيات المؤهلة لكأسي العالم وإفريقيا 2010، مستشهدا ب »المستوى الكبير الذي أظهرته مختلف وسائل الإعلام الجزائرية من المهنية والاحترافية في التعامل مع أخبار المنتخب وأدائه«، لافتا إلى أن الإعلاميين الجزائريين كسبوا الثقة من خلال متابعة متواصلة ومتميزة للمسار الناجح للفريق الوطني بكل تفاصيله وذلك بانجذاب إعلامي مميّز، كما لم يخف هو شخصيا ارتياحه من هذا المكسب الكبير للصحافة الوطنية التي قال بشأنها »إنني اليوم مرتاح كثيرا لما تحقّق«. والأكثر من ذلك فإن الوزير أوضح في كلمته أن التكريم الرمزي الذي تقرّر لفائدة الإعلاميين الذين عايشوا حدث المنتخب الوطني عن قرب لم يكن سوى واجبا كان على الدولة الجزائرية القيام به عرفانا بدورهم في نقل أخبار المنتخب بكل تفاصيله وبموضوعية أيضا، كما جاء على لسانه قوله: »كلنا شاهدنا مسيرة الفريق وتابعناها عن قرب بفضل قوة الإعلام الجزائري والإعلامي العربي النظيف، فالصحافة الجزائرية كانت مدركة منذ البداية بأنها واقفة إلى جانب منتخب قوي قادر على الذهاب إلى المونديال وهو ما تحقّق في نهاية المطاف«، قبل أن يجدّد التأكيد مرة أخرى »ورغم الصعوبات التي واجهت الأسرة الإعلامية فإنها كانت كذلك على قدر كبير من الوطنية«. »4 ملايين نسخة يوميا وصحيفة لكل 10 جزائريين« الارتياح الذي أبداه كاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلّف بالاتصال من مستوى أداء الصحافة الوطنية لم يقتصر على »النوع وكذا الاحترافية« التي تعاملت بهما مع خرجات المنتخب الوطني، ولكن ظهر أيضا من حيث الارتفاع القياسي لحجم السحب اليومي لكل وسائل الإعلام المكتوبة، حيث تشير أرقام عزّ الدين ميهوبي إلى أن هذا السحب بلغ في الفترة الأخيرة رقما قياسيا تجاوز عتبة 4 ملايين نسخة بعدما كان قبل ستة أشهر فقط عند حدود 2 مليون و500 ألف نسخة فقط، وهو ما يعني أن سحب الصحف الوطنية بمختلف تخصّصاتها تزايد بنسبة 100 بالمائة خلال هذه الفترة وذلك بفضل الحدث الذي عايشه الجزائريون جميعا بتفاصيله، أي أنه أصبح حاليا لكل 10 جزائريين صحيفة واحدة. »شكرا للاعبين.. شكرا للصحفيين« وعلى صعيد الحدث الذي تعيشه الجزائر منذ الأربعاء الماضي عاد الوزير في المناسبة ذاتها للحديث عن الإنجاز الباهر الذي حقّقه لاعبو المنتخب الوطني بعد أن عادوا بتأشيرة المونديال من الخرطوم، وقال في الموضوع: »إن هذا الإنجاز أخرج أمة بكاملها إلى الشوارع كما حوّل كل الجزائر إلى أفراح وأعراس وهتافات بحياة بلادنا بعد سنوات من الانتظار«، مضيفا »هذا الإنجاز تحقّق في فترة استعادت فيها الجزائر كل حضورها الدولي.. شكرا للنخبة الوطنية لما حقّقته لهذا الجيل وشكرا للجهاز الفني وكل المؤسسات التي وقفت بجانب منتخبنا الرائع.. شكرا للصحفيين«. وحرص ميهوبي من جانب آخر على توجيه بعض الرئاسل السياسية التي تؤكد وقوف الدولة الجزائرية مع أبنائها، حيث تحدّث عن الدعم الذي قدّمه رئس الجمهورية للمنتخب بقوله: »ما كان هذا الانتصار ليتحقّق لولا وقوف رئيس الدولة الذي مكّن الفريق الوطني من كل الوسائل والدعم اللازم، والدليل على ذلك الرئاسل التي بعث بها للاعبين وكذا الاستقبال الكبير الذي حظي به الفريق الوطني لدى عودته..«.