قال المجاهد سعيد بوحجة المكلف بالإعلام بحزب جبهة التحرير الوطني الذي ألقى محاضرة بثانوية محمد العيد آل خليفة ببومرداس حول مظاهرات 11 ديسمبر 1960 أن هذه الأخيرة تكتسي أهمية كبيرة في تاريخ الثورة الجزائرية معتبرا خروج الشعب إلى الشارع كان أفضل رد للمستعمر الفرنسي وللجنرال ديغول الذي غادر الجزائر نحو فرنسا بعد خيبة أمل. استهل بوحجة محاضرته التي ألقاها أمام تلاميذ ثانوية محمد العيد آل خليفة ببومرداس بمناسبة الذكرى ال 49 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 بالحديث عن انطلاقة ثورة التحرير غداة أول نوفمبر 1954 وما كان لها من صدى على الصعيدين الداخلي والخارجي، وبعد حديثه عن اتساع وانتشار الكفاح المسلح عبر أرجاء الوطن، عاد بالتلاميذ من خلال محاضرته إلى الحديث عن إصرار فرنسا الاستعمارية التي كانت أكبر قوة عسكرية مدعومة بقوات الحلف الأطلسي، ثم تحدث عن عمليات شال وجومال التي حاولت فرنسا من خلالهما محاصرة الثوار، وهنا كانت مظاهرات 11 ديسمبر كما قال بوحجة، ذات أثر كبير في فك الحصار الذي كان مفروضا على الثوار، علما أن شارل ديغول الذي كان يقوم بجولة في الجزائر في إطار فكرة الجزائر فرنسية، حيث اضطرته الأحداث إلى مغادرة البلاد عقب خروج الشعب إلى الشارع، وعند عودته إلى فرنسا قال قولته الشهيرة »الجزائريين فهمتكم« وهو ما أنهى فكرة الجزائر فرنسية أضاف المجاهد عمي السعيد. ومن نتائج مظاهرات 11 ديسمبر 1960 يقول بوحجة كان اعتراف الأممالمتحدة بشرعية الجزائريين في تقرير مصيرهم حيث تم الاعتراف بها، وأدركت فرنسا عمق القطيعة معها خاصة مع ازدياد مؤيدي الجزائر في العالم وتعزز موقع الثورة التي تحولت من كفاح في الجبال إلى كفاح مزدوج، وتبين بعد ذلك للعالم أن هناك شعبا يريد التحرر في وقت كانت فرنسا تقول إن الجزائر فرنسية، ومن نتائجها أيضا اعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 20 ديسمبر 1960 بأحقية الشعب في تقرير مصيره واعتبرت نفسها مشرفا على تحقيق ذلك، وأضاف بوحجة أن المظاهرات أعطت دفعا قويا للمفاوضات بين جيش التحرير وفرنسا وعرت فرنسا على حقيقتها للعالم وطرحت بدل فكرة الجزائر فرنسية فكرة أخرى هي »الجزائر مستقلة«. مظاهرات 11 ديسمبر 1960 جزء لا يتجزأ من تاريخ الثورة الجزائرية، قال بوحجة الذي دعا التلاميذ ومن خلالهم الأجيال الجديدة للتحلي بالروح الوطنية والتضحية كما ضحى شهداء الجزائر في سبيل حرية الشعب لكن التضحية التي يجب على أبناء هذا الجيل ليست بالسلاح كما أضاف، بل بالعلم والاجتهاد قصد رفع راية الجزائر عاليا مستشهدا بما فعله أشبال المدرب الوطني رابح سعدان عندما رفعوا راية الجزائر عاليا في السودان ثم أوصلوها إلى جنوب إفريقيا وما كان من دور للأنصار الذين توافدوا بالآلاف إلى الخرطوم لمناصرة الفريق الوطني. وهنا قال بوحجة »هذا دليل على أن الجزائريين شعب يحب الوحدة وهو شعب متحضر قال للعالم أنه محب للمصالحة وشعب مسالم ينبذ العنف ويحارب الفتنة وهو مع الوحدة العربية وبرهن للعالم أن علم الجزائر له أكثر من دلالة خاصة وأنه بعث في نفوسهم الأمل بعد أن غابت الفرحة لسنوات«.