أحيت أمس نقابة مجلس ثانويات الجزائر )كلا( الذكرى الثانية لوفاة الأستاذ عصمان رضوان، المنسق الوطني، والناطق الرسمي للنقابة بتنظيم مداخلتين حول » إصلاح النظام التربوي : حصيلة وآفاق « ، الأولى للأستاذ عاشور إيدير الناطق الرسمي للنقابة، والأستاذ عادل عبد الرزاق، المدرس بجامعة خنشلة، والعضو السابق في اللجنة الوطنية لإصلاح المنظومة التربوية. الأستاذ إيدير أشاد بالخصال النضالية الحميدة لعصمان رضوان، بعد أن رحب بالحاضرين، وطلب منهم الترحم دقيقة صمت على روح الفقيد ، وقال نريد أن نخلد ذكرى وفاة هذا المناضل، الذي مات وسلاحه في يده، ويعني بذلك الطباشير، وكرس حياته من أجل المدرسة الجزائرية، وعمال التربية، والدفاع عن حقوقهم الاجتماعية والمهنية، والمدرسة العمومية، وأوضح أن نقابته تريد في هذا اليوم الذي يصادف 15 ديسمبر من كل سنة، أن تفتح نقاشا حول الإصلاح الذي يهم كافة المجتمع الجزائري. إيدير استعرض عددا من محطات الإصلاح التي تميز بها قطاع التربية، بداية من 1962 حتى يومنا هذا، مرورا بإصلاحات 1976، و1980 ، وصولا عند الإصلاحات الأخيرة، التي قال عنها أن رئيس الجمهورية قرر تنصيب لجنة وطنية لإصلاح المنظومة التربوية، وحدد لها أهدافها، وقد توجت أشغالها بإصدار تقرير، تم فيه التأكيد على أن نجاح الإصلاح مرهون بالتكفل التام بالأوضاع الاجتماعية والمهنية للمدرسين. وللتدليل على تقصير الدولة في هذا الجانب، قال إيدير: أنه منذ سنة 2003 ، ليست هناك سنة هادئة، بدون احتجاجات وإضرابات، لأن الأوضاع الاجتماعية والمهنية الصعبة متواصلة، ولأن نفس البرامج المكثفة للتلاميذ مستمرة. ومن جهته الأستاذ الجامعي عادل عبد الرزاق الذي كان الأستاذ الوحيد الذي التزم بتلبية الدعوة لتقديم هذه المداخلة، من خمسة أساتذة آخرين، كانوا مبرمجين، منهم اثنان هم حاليا في فرنسا ، وكل هؤلاء المدعوين لإلقاء المداخلات هم مثلما قال أعضاء في اللجنة الوطنية التي أعدت تقرير الإصلاح التربوي، الذي أصبح يعرف فيما بعد بتقرير بن زاغو. الأستاذ عادل عبد الرزاق قال في مداخلته التي تركزت أساسا حول التربية والعولمة، أن مفهوم الإصلاح مستورد من الخارج، وهو مشكلة عالمية، وهو ليس خطابا بل هو مناخ تاريخي وتكنولوجي، دولي موجه، يموقع النظام التربوي على المستوى العالمي. والعولمة حسب الأستاذ تعني أن التربية لا توجد بمفردها، بل هي موجودة من أجل الاقتصاد، والتربية تاريخيا هي مثلما أضاف، تحويل الكفاءات، ومنح المعارف القاعدية، وفهمها، وتشكيل التفكير. وقال: العولمة قالت لنا دعونا من العموميات والخطاب العام، كوّنوا المعارف وركّزوا على ما يكون مقبولا في السوق من معارف، والعولمة مثلما يضيف ليست شيئا جديدا، بل هي مرحلة من مراحل تطور الرأسمالية، والنظام السائد عالميا، والمشكلة بالنسبة إلينا ليس في العولمة في حد ذاتها، بل في طبيعة نوع هذه العولمة، والتربية زمن العولمة الحالية مكيفة بما يخدم الاقتصاد العالمي، وفق القواعد المتعارف عليها، والدولة الوطنية هنا وقعت في حركة حرج وتأزم في العولمة الحالية، ووجدت نفسها مجبرة على تحرير نظامها التربوي، وتحرير خدماتها الصحية. وعن تقرير بن زاغو قال الأستاذ عادل باعتباره عضو في اللجنة الوطنية للإصلاح التربوي : ثلاثة أرباع اللجنة كانوا من قطاع التعليم، وقد أعددنا أمورا جيدة، وكانت الصعوبة في إعداد الرأي العام لتقبل هذا الإصلاح الجديد، كانت لنا نقاشات هامة حول مسألة اللغات، وحول نوعية التلميذ الذي نريد، هل هو التلميذ الذي يبلع كل شيء أم الذي يناقش ويمحص ويشارك، وكان النقاش عنيفا بيننا داخل اللجنة، وأنا لست مختصا، لكني كنت أرى رهانات كثيرة، وكنت أرى أننا مجبرون على طرح أسئلة كثيرة.