أفادت مصادر مقربة من وزارة الصحة والإسكان وإصلاح المستشفيات، أنه تم عشية أمس الإفراج عن اللقاح المضاد لإنفلونزا الخنازير من طرف المخبر الوطني لمراقبة المواد الصيدلانية، ليتم بعدها توزيعه على الصيدليات في مدة أقصاها 10 أيام، معلنة عن تسجيل حالتي وفاة أحدهما بسطيف والآخر بخنشلة، و34 حالة مؤكدة بأنفلونزا الخنازير ليرتفع العدد بذلك إلى 717 إصابة و44 حالة وفاة بالجزائر لحد الآن حسب نفس المصدر. أكد المكلف بالإعلام بوزارة الصحة في تصريح صحافي خلال انعقاد الندوة المتعلقة بوضعية وباء أنفلونزا الخنازير في الجزائر، أمس بمقر الوزارة، أن حملة التلقيح ضد أنفلونزا الخنازير ستدخل حيز التنفيذ بمجرد حصول اللقاح المضاد لفيروس » أ/أش1أن1»على شهادة المطابقة من طرف المخبر الوطني لمراقبة المواد الصيدلانية، حيث يتضمن برنامج التلقيح 6 مراحل تخص في البداية مستخدمي القطاع الصحي العمومي والخاص وشبه العمومي متبوعين بالنساء الحوامل والأسلاك التي تضمن الخدمة الهامة والإستراتيجية يليها المصابين بالأمراض المزمنة ثم الأطفال والمراهقين البالغين من العمر أكثر من ستة أشهر إلى 24 سنة، وفي الأخير محيط الأطفال الرضع البالغين أقل من ستة أشهر. وفي هذا الصدد، ذكر بلقسام أن الوزارة هيأت أكثر من 8000 مركز تلقيح عبر القطر، يسهر على كل مركز طبيب وعدة أعوان للتلقيح حسب عدد سكان كل ناحية، بالإضافة إلى عون إداري، مؤكدا على ضرورة إجراء فحوصات طبية لكل شخص قبل تلقيحه كما يتم وضعه تحت المراقبة الطبية لمدة 30 دقيقة تحسبا لظهور أعراض الحساسية للقاح، حيث تشير أخر حصيلة للوضعية الوبائية لوزارة الصحة عن تسجيل ثلاث وفيات جدد مما أدى إلى ارتفاع حصيلة الوفيات إلى 42 حالة من بين 687 حالة إصابة مؤكدة. كما كشف نفس المتحدث خلال الندوة أنه تم تسجيل 2.6 مليون مصاب بالأنفلونزا الموسمية في الجزائر منذ مارس 2008 إلى غاية أكتوبر 2009، ومع ذلك فقد تمكن فيروس »إتش1 أن1« منذ 3 ديسمبر الجاري من الحيازة على نسبة 90 بالمائة من أنواع الأنفلونزا، وعلى هذا الأساس، ذكر أن وزارة الصحة قامت بتزويد جميع المستشفيات بكميات معتبرة من علب دواء »التاميفلو« المضاد لهذا الفيروس، كما تم تجنيد ثلاثة مخابر لمراقبة سلامة اللقاح المستورد من بلجيكا برعاية مخبر »جي أس كا« للوقاية من الفيروس، وهي المخابر – يضيف المتحدث-المذكورة سابقا مخبر باستور والمخبر الوطني لمراقبة المواد الصيدلانية والمركز الخاص بمراقبة التسممات الناتجة عن المواد الصيدلانية، وهذا من أجل ضمان سلامة المواطن لدى استعماله للقاح رغم أنه سبق للدول الأوروبية إستعماله دون تسجيل أية أعراض جانبية غير مرغوب فيها . وفيما يخص مراقبة مطابق اللقاح للمقاييس اللازمة، أشار المتحدث أنه تم الإستفادة من الخبرة الأجنبية، حيث قال البروفيسور إسماعيل مصباح أن عرض اللقاح للمراقبة والتجريب في المخبر الوطني لمراقبة المواد الصيدلانية بعد خضوعه لنفس العملية في مخبر باستور، لا يعني أبدا التشكيك في كفاءة المخبر بل أن هذا يدخل في إطار إستراتيجية وزارة الصحة في تسيير هذه الأزمة وضمان أكبر حماية ممكنة للمواطن والتأكد من سلامة هذا اللقاح، الذي ورغم تجربته في الدول الأجنبية إلا أنه يبقى لقاح جديد وغير معروف يوضح البروفسور. ومن جهته، تحدث الدكتور محمد قماري على مدى نجاعة اللقاح، ليؤكد أن التحاليل التي أجريت عليه في الجزائر لم تسفر عم أية أعراض جانبية غير مرغوب فيها أو تخرج عن الأعراض العادية التي تحدثها باقي اللقاحات الأخر. وفي نفس الصدد، أكد المكلف بالإعلام بوزارة الصحة، أن عملية تلقيح التلاميذ في المدارس والثانويات لن يكون إجباريا، بل سيتم أخذ موافقة الأولياء قبل تلقيحهم كإجراء ضروري على غرار باقي الإجراءات التي تدخل في أطار الحريات الفردية، وقد شكر المتحدث نقابة الصيادلة التي شاركت في عملية تحسيس المواطنين بأهمية التلقيح ضد فيروس أنفلونزا الخنازير السريع الإنتشار والعدوى وتأثيره السلبي على الطفل قبل غيره من الفئات الإجتماعية الأخرى.