اعترف وزير التربية الوطنية بوبكر بن بوزيد، بأن فيروس أنفلونزا الخنازير يشكل خطرا فعليا على 8 ملايين تلميذ جزائري، لكنه أوضح في المقابل أن قطاعه لا يملك خيارا آخر سوى انتظار الضوء الأخضر من اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة هذا الملف، مشيرا إلى أن كل المؤسسات التربوية جاهزة لاستقبال الفرق الطبية المكلفة بعملية التلقيح، وهي العملية التي لم يتحدّد تاريخها بعد في قطاع التربية رغم حساسيته. نفى بوبكر بن بوزيد أن يكون قد تقدّم بطلب لوزير الصحة السعيد بركات بخصوص إمكانية منح الأولوية لقطاعه من اجل مباشرة عملية التلقيح لفائدة التلاميذ، حيث أفاد أنه ينتظر الدور ليصل إلى قطاعه بالقول »هناك عملية تنظيمية معمول بها دوليا، وهي ليست استثناء على الجزائر فقط«، في إشارة إلى أنه لا يمانع من الانتظار للبدء في تلقيح التلاميذ »حقيقة، فإن قطاع التربية جزء مهم من المجتمع ولكن مع ذلك هناك تنظيمات أخرى نحترمها وحينما يصل دورنا سنفتح أبوات المؤسسات التربوية التي ستكون جاهزة لهذه العملية«. وإذا كان وزير التربية الوطنية نفى مجدّدا وجود نية لدى مصالحه لتمديد العطلة الشتوية بسبب انتشار أنفلونزا الخنازير، فقد كشف بأن تاريخ انطلاق عملية تلقيح التلاميذ ضد فيروس »أش 1 أن 1« لم يتحدّد بعد، وقال إن هذه العملية متوقفة على قرار من اللجنة الوزارية التي يترأسها وزير الصحة، يأتي ذلك رغم اعترافه بوجود خطر على التلاميذ خاصة أمام تواصل انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير، حيث لفت إلى أن فرنسا التي يوجد بها حوالي 12 مليون تلميذ احترمت سلم الأولويات فيما يتعلق بالتلقيح. وأبرز الوزير في تصريح للصحفيين أول أمس على هامش جلسة الأسئلة الشفوية بالمجلس الشعبي الوطني، بأن عملية التلقيح ضد أنفلونزا الخنازير سوف لن تكون إجبارية بالنسبة التلاميذ، حيث أرجع القرار النهائي إلى أوليائهم الذي حمّلهم المسؤولية، وجاء مبرّره على أساس أن »الأولياء هم المسؤولون على أبنائهم.. ولهم الحرية في ذلك حتى لا نتحمّل مسؤوليتنا«. وفي انتظار أن يصل دور التلقيح لقطاعه الذي يعتبر الأكثر حساسية بالنظر إلى الاحتكاك الحاصل بين التلاميذ وكذا تضاعف احتمالات انتقال أسرع للعدوى، شدّد بن بوزيد على أن المهمة الأساسية لقطاعه تقتصر في الوقت الحالي على تعزيز إجراءات الوقاية بدليل أن »أول درس سيقدم هذا الأحد بمناسبة انقضاء العطلة الشتوية سيكون خصيصا حول الوقاية من الوباء«، ليشير إلى أن المؤسسات التربوية جاهزة حاليا من أجل الشروع عملية تلقيح التلاميذ من الفيروس. وفي سياق آخر تحدّث وزير التربية الوطنية عن الاحتجاجات الأخيرة للأساتذة المتعاقدين، حيث أوضح أنه »ليست لدينا مشكلة معهم ونحن طوينا ملفهم نهائيا على مستوى الوزارة«، وتابع بن بوزيد مؤكدا »هناك قوانين وهؤلاء الأساتذة كانت تربطهم بالمؤسسات التربوية عقود لكن بمجرد انتهاء هذه العقود فقد انتهت هذه العلاقة بين الجانبين«، مشيرا أيضا إلى أن قطاعه فتح هذه السنة مسابقات التوظيف قدّرت بحوالي 10 آلاف منصب في مختلف الأطوار، وخلص إلى أن » هناك منطق يجب احترامه فالتوظيف يتم عن طريق المسابقة، وبالتالي فإن الوزارة ليس لديها ما تقوم به لهؤلاء..«. وكشف بوبكر بن بوزيد من جهة أخرى أنه سلّم رسميا نظام المنح والتعويضات الخاص بعمال التربية إلى مصالح الوزارة الأول أول أمس الخميس، وقال إن وزارة التربية احترمت التزاماتها تجاه نقابات القطاع بعد أن تمكنت من إنهاء عملها حول هذا الملف في آجاله أي قبل انقضاء العام 2009.