أبرز المشاركون في يوم دراسي أمس مناقب ومواقف المرحوم عبد المجيد الحملاوي شيخ الزاوية الحملاوية ودوره في ترسيخ القيم الروحية و الوطنية، وفي هذا السياق نوه رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الشيخ بوعمران في كلمة ألقاها في منتدى المجاهد بالأعمال الجبارة التي قام بها المرحوم والتي تحتاج إلى تزكية وإشادة على حد تعبيره. من جهته اعتبر ممثل الزاوية الرحمانية المأمون القاسمي وفاة الشيخ الحملاوي خسارة للجزائر بالنظر إلى دوره البارز في ترسيخ القيم الروحية والوطنية لدى مريدي الزاوية خاصة الشباب منهم، كما أشاد بمواقف الشيخ الشجاعة في عديد من المناسبات سيما خلال الفترة التي عاشتها الجزائر في تسعينيات القرن الماضي بسبب الإرهاب. بدوره أكد محمد الهادي نجل المرحوم على دور الزاوية الحملاوية في تعليم القرآن وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف و الإطعام في سبيل الله وكذا اضطلاعها بالعديد من الأعمال الخيرية مذكرا أن الزاوية المتواجدة بوادي سقان بتلاغمة التابعة لولاية ميلة قد تأسست قبل 3 قرون ونصف. ولم تقتصر الشهادات على الجزائريين بل تعدتها إلى مريدي الزاوية الحملاوية من الأفارقة، حيث تناول مامادو سارم من بوركينا فاصو شخصية المرحوم الذي عرفه عن قرب سنة 2004 منوها بحبه للعلم والمعرفة والكفاح في مختلف مناحي الحياة سيما الروحية، وأكد في هذا الصدد أن اهتمام المرحوم الشيخ الحملاوي لم يقتصر على الشأن الجزائري بل تعداه إلى انشغالات وقضايا المسلمين في كل العالم. ويذكر أن المرحوم عبد المجيد الحملاوي ولد في 13 جوان 1938 وتوفي يوم 9 نوفمبر 2009 بعد حياة مليئة بالعطاء العلمي والديني والدعوي، كما أن الزاوية الحملاوية، تعد واحدة من أقدم الزوايا في الجزائر، أسسها سيدي أمحمد بن عبد الرحمن الأزهري في العصر العثماني على الطريقة الرحمانية متبعا في منهجه المذهب المالكي، ومخلفا جيلا من الأساتذة والفقهاء الدين حملوا من بعده تبليغ رسالته، وتعليم القرآن الكريم وتفسيره . تشرفت في البداية مدينة شلغوم العيد بولاية ميلة باحتضان مدرستها على مدى عقود طويلة، أشرف عليها الشيخ علي الحملاوي الذي تلقى معالم الدين الحنيف على أيدي الشيخ العلامة بن حداد، قبل أن تنفيه قوات الاحتلال إلى جزيرة كاليدونيا مدة 4 سنوات، إثر مشاركته في ثورة المقراني، وقد تم الاعتراف بها أنداك كمدرسة رسمية لتعليم القرآن والعلوم الشرعية من قبل جامعة الزيتونة بتونس، وتضم الزاوية واحدة من أهم المكتبات الدينية في الجزائر إذ تحتوي على كتب ومخطوطات نادرة وقيمة.