أكدت باريس في بيان رسمي الإفراج عن الرهينة الفرنسي بيير كامات أمس الأول الثلاثاء من قبل التنظيم الذي يسمي نفسه القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وحسب مصدر دبلوماسي فرنسي فإن موظف الإغاثة الفرنسي قد نقل أمس إلى باماكو وأصبح بين يدي السلطات المالية التي فضلت التعاطي مع المختطفين والرضوخ لمطالبهم بالإفراج عن 4 إرهابيين كانت تحتجزهم منهم جزائريان وهو ما كلف مالي أزمة دبلوماسية مع الجزائر وموريتانيا اللتين قررتا سحب سفيريهما في باماكو. أفرج أمس الأول تنظيم القاعدة عن الرهينة الفرنسي بيير كامات، مثلما جاء في بيان للإليزي، وحسب ما أدلى به مصدر دبلوماسي فرنسي لوكالة رويترز فإن قوات الأمن المالية نقلت موظف الاغاثة الفرنسي بيير كامات أمس الأربعاء إلى العاصمة باماكو، وقال «بوسعنا أن نقول إنه أصبح في يد السلطات المالية وسيكون هناك احتفال به» وأكد الإليزي في بيانه أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اتصل هاتفيا بالرئيس المالي أمادو توماني توري ليقدم له شكلا باريس على الطريقة التي أدارت بها حكومة بماكو أزمة الرهينة الفرنسي، وحسب بيان الإليزي فإن «ساركوزي شكر توري بحرارة على الطريقة التي أدار بها هذه الأزمة وأكد له دعم فرنسا له في مجال مكافحة الإرهاب»، في إشارة ضمنية إلى أن هذا الشكر الحار هو نظير انصياع باماكو لطلب باريس وتفضيلها الحفاظ على حياة الرهينة الفرنسي على حساب آلاف الأرواح الأخرى بالإفراج عن عناصر ارهابية تمثل خطرا على بلدان مجاورة مثل الجزائر وموريتانيا، خاصة وأن المفرج عنهم مطلوبين من قبل العدالة في الدولتين. وجاء الإفراج عن بيير كامات البالغ من العمر 61 عاما الذي ينشط في منظمة غير حكومية تعمل في المنطقة في إطار صفقة من بين بنودها افراج الحكومة المالية ليلة الاثنين عن أربعة إرهابيين كانت تحتجزهم منذ شهر أفريل الماضي وهم جزائريين وموريتاني وبوركينابي، وقد كلف الحكومة المالية قرار رضوخها لضغوط باريس الدخول في أزمة دبلوماسية مع الجزائر وموريتانيا اللتين استدعتا سفيريهما من باماكو، وكان الرهينة الفرنسي قد اختطف ليلة 26نوفمبر من فندق في ميناكا شمال شرق مالي قرب الحدود النيجيرية. إلى هذا ما يزال مصير 5 رهائن أوروبيين يحتجزهم تنظيم القاعدة مجهولا، منهم الإيطالي سارجيو شيكالا الذي حدد التنظيم مهلة تنتهي في 1 مارس الداخل لتصفيته إذا لم ترضخ الحكومتين الايطالية والمالية للمطالب التي حددها الخاطفون حسب آخر بيان نشره تنظيم القاعدة على أحد مواقعه الإلكترونية، دون حديث في المقابل عن زوجته فيلومان باويلقا كابوري التي اختطفت معه في 17 ديسمبر الفارط، كما لم يتحدث التنظيم الذي يتزعمه عبد المالك درودكال عن 3 رعايا اسبانيين، مما يعكس بوضوح إستراتيجية التنظيم في الاحتفاظ بالرهائن الأربعة المتبقيين لاستعمالهم لاحقا، لا سيما للحصول على فدية لتمويل نشاطاته الإرهابية في المنطقة، وكانت صحيفة ألموندو الاسبانية أشارت في عددها الصادر السبت الماضي إلى مفاوضات بين الحكومة الاسبانية والخاطفين وأن حكومة مدريد تكون وافقت على منح فدية تقدر ب3 ملايين دولار للخاطفين مقابل رعاياها الثلاثة، وأشارت الصحيفة نفسها إلى أن المفاوضات تتم برعاية من الحكومة المالية التي تكون قد ضربت عرض الحائط كل الاتفاقيات الدولية بخصوص محاربة الإرهاب.