بالأمس اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى فكانت ردود الفعل الصادرة على رموز السلطة الفلسطينية كالتالي: صائب عريقات، الذي يوصف بأنه كبير المفاوضين، طالب الإدارة الأميركية بالتدخل الفوري لوقف الممارسات الإسرائيلية، وقال "الرسالة واضحة، هم يحاولون تخريب كل الجهود المبذولة لإحياء عملية السلام، ونحن نطالب الإدارة الأميركية بتدخل فوري لوقف مثل هذه السياسات الإسرائيلية (التوسع الاستيطاني) واقتحام المسجد الأقصى". الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة قال إن الحكومة الإسرائيلية "تقوم بهذه الاستفزازات في الوقت الذي تنتظر فيه الردود على الأسئلة الأميركية لاستئناف المفاوضات عشية اجتماع لجنة المتابعة العربية المقرر انعقاده الثلاثاء في القاهرة لتحديد الموقف العربي من عملية السلام"، وأضاف أن إسرائيل بهذه الاستفزازات تسعى لتقويض أسس الأرضية المناسبة لاستئناف المفاوضات، داعيا الإدارة الأميركية إلى الضغط على الحكومة الإسرائيلية لإيقاف هذه الحروب التي تقود المنطقة إلى دوامة من العنف ستكون لها تداعيات كارثية على الشرق الأوسط والعالم . واعتبرت الرئاسة الفلسطينية أن ما تقوم به إسرائيل الآن في المسجد الأقصى "هو جزء من حروب تخوضها للهروب من الاستحقاقات"، وشددت السلطة على أن القدس الشريف والأقصى هما "خطوط حمر لا يمكن تجاوزها". كل هذه التصريحات تصب في خانة واحدة، وهي اعتبار السياسة الإسرائيلية خطرا على المفاوضات، والحل يوجد لدى أمريكا حسب عريقات، ولدى الأنظمة العربية بقيادة مصر حسب أبو ردينة، ومن هنا فإن العالم كله يجب أن يهب لإنقاذ المفاوضات من التهور الإسرائيلي وإلا ستحدث "حروب دينية" كما قال محمود عباس عندما قررت إسرائيل ضم الحرم الإبراهيمي في الخليل، ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم إلى قائمة التراث اليهودي، وكأنه يتحدث عن قضية لا تعنيه ولا تتعلق أصلا بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. كل ما قمت به إسرائيل، وما تقوم به، ليس كافيا لينفض هؤلاء أيديهم من المفاوضات مع إسرائيل التي لم تجلب للفلسطينيين إلا مزيدا من امتهان الكرامة، وضياع الحقوق، وكل الخيبات السابقة لم تكف ليعرف هؤلاء أن أمريكا وأنظمة العار العربية لا يمكن أن توقف إسرائيل عند حدها، فالقوم اتخذوا أمريكا ربا جديدا، ودينهم هو المفاوضات، وما دام هذا الرهط قائم على شؤون الفلسطينيين فعلى القدس وعلى فلسطين السلام.