أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون للرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز،عن انشغاله الشديد إزاء انتهاكات حقوق الإنسان المغربية بالصحراء الغربية، متعهدا بمواصلة العمل للدفاع عن حقوق الإنسان للشعب الصحراوي. أوضح الأمين العام للأمم المتحدة ، أول أمس، بمقر الأممالمتحدةبنيويورك للرئيس محمد عبد العزيز ، أنه »جد منشغل« تجاه التقارير عن انتهاكات حقوق الإنسان حسب الناطق باسم الأممالمتحدة ، وأضاف هذا الأخير أن بان كيمون أعلن أن مبعوثه الشخصي كريستوفر روس الذي زار المنطقة ثلاث مرات منذ تعيينه في جانفي 2009 وكذا الأمانة العامة للأمم المتحدة سيواصلان العمل للدفاع عن حقوق الإنسان للشعب الصحراوي. وأشار الأمين العام الأممي بان كيمون، خلال لقاء جمعه برئيس الأمين العام لجبهة البوليساريو، محمد عبد العزيز، بمقر الأممالمتحدة إلى »أن هذه الأخيرة تبقى ملتزمة بالعمل من أجل تقرير مصير الشعب الصحراوي« وأضاف أن بعثة »المينورسو« هدفها »ضمان تطبيق« ذلك المسعى الذي أنشئت من أجله سنة 1991. من جانبه، أكد الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز خلال المباحثات عن إرادته في إيجاد حل سياسي يمكن الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير، مذكرا بدور ومسؤولية الأممالمتحدة في تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية. وخلال اللقاء، أطلع الرئيس محمد عبد العزيز الأمين العام الأممي على آخر مستجدات القضية الوطنية، خاصة الانتهاكات المغربية لحقوق الإنسان وسلسلة الإضرابات عن الطعام التي يخوضها المعتقلون السياسيون الصحراويون بالسجون المغربية، في ظل العراقيل المستمرة لمسار التسوية. وذكر رئيس الدولة ، محاوريه أن القضية الصحراوية هي مسألة تصفية استعمار يتم حلها على قاعدة لائحة مجلس الأمن الصادرة 1990 التي بموجبها تم إنشاء بعثة »المينورسو« والاتفاق على وقف إطلاق النار في أفق تنظيم استفتاء يمكن الشعب الصحراوي من الاختيار بين الاستقلال أو الاندماج في المغرب. وقال الرئيس الصحراوي إنه في هذا الإطار فقط تم الاتفاق مع الأممالمتحدة لضمان الالتزام الحرفي بمقتضيات التسوية، مجددا التأكيد أن الحل يكمن في احترام الإرادة المعبر عنها ديمقراطيا من طرف الشعب الصحراوي عبر استفتاء حر ومنظم يضع نهاية للنزاع. ولم يغفل محمد عبد العزيز مسألة الانتهاكات المغربية لحقوق الإنسان بالأراضي المحتلة من الصحراء الغربية، وطالب بضرورة منح صلاحيات مراقبتها لبعثة »المينورسو«، داعيا الأمين العام بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة 38 سجينا سياسيا صحراويا مضربين عن الطعام منذ عدة أسابيع. وكان الأمين العام للبوليساريو ،قد عبر مؤخرا عن »خيبة أمله العميقة « بعد الاطلاع على مضمون التقرير الذي رفعه بان كيمون إلى مجلس الأمن والذي تطرق إلى التطورات الأخيرة في الصحراء الغربية ،معتبرا أنه يترجم »عجز الأممالمتحدة« و»فشلها « أمام العراقيل المغربية وكذا تنصلها من التزاماتها تجاه الشعب الصحراوي وقضيته العادلة، كما قررت جبهة البوليساريو مؤخرا »مراجعة« علاقاتها مع بعثة »المينورسو« كونها لم تف بالتزاماتها التي أنشئت من اجلها سنة 1991. للتذكير فان اجتماع بان كيمون بالرئيس الصحراوي جاء عشية دراسة مجلس الأمن للوضع بالصحراء الغربية في أفق استصدار لائحة جديدة بحضور الأمين العام المساعد المكلف بالشؤون السياسية »لين باسكو« والمبعوث الشخصي للأمين العام إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس ومدير ديوان الأمين العام الأممي وبعض معاونيه، و عن الجانب الصحراوي المحفوظ أعلي بيبا رئيس الوفد المفاوض رئيس المجلس الصحراوي، أمحمد خداد المنسق الصحراوي مع المينورسو، والبخاري أحمد ومولود سعيد ممثلا الجبهة في نيويورك وواشنطن و المستشار عبداتي أبريكة. إلى ذلك، يقبع الآن في سجن سلا المغربي سبعة معتقلين سياسيين صحراويين منذ 8 أكتوبر الفارط بدون محاكمة ،يخوضون إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ 18 مارس الفارط، مطالبين بمحاكمة عادلة أو إطلاق سراحهم، فيما يواصل أكثر من 20 سجينا سياسيا صحراويا آخر في السجون المغربية الأخرى والسجن لكحل بمدينة العيونالمحتلة، إضرابا مفتوحا عن الطعام في ظل تواجد أكثر من 50 سجينا سياسيا صحراويا يقضون عقوبات بعضها يصل عشرين سنة.