انتقدت وزيرة الثقافة خليدة تومي بلهجة شديدة الجدل الذي أثارته دوائر رسمية في باريس حول فيلم » خارجون عن القانون «، معتبرة أن ذلك يتنافى ومباديء حرية الإبداع التي تتغنى بها فرنسا، كما اعتبرت أن وزارة الدفاع الفرنسية لا تملك أية مصداقية في الجزائر تؤهلها للفصل في الأحداث التاريخية، خاصة وأنها كانت مسؤولة عن قسم الدعاية ضد الجزائر خلال ثورة التحرير، وهو ما يجعل أحكامها عن فيلم بوشارب أبعد ما تكون عن الواقع. في ثاني رد فعل رسمي للحكومة الجزائرية على الانتقادات التي أثارها فيلم » خارجون عن القانون« المرشح لمسابقة كان، دافعت وزيرة الثقافة خليدة تومي عبر حصة بكل صراحة التي تبثها القناة الإذاعية الثانية عن الفيلم وعن مسار مخرجه رشيد بوشارب الفني، قائلة: » إنه فيلم خيالي وليس شريطا وثائقيا حول مرحلة معينة تتحدث عن مجازر الثامن من ماي 1945 وحرب التحرير هذا كل شيء«. المسؤولة الأولى عن قطاع الثقافة في الجزائر، التي شاهدت فيلم » خارجون عن القانون« يوم الثلاثاء الفارط ، دعت أولئك الذين لا يشاطرونها الرأي حول فيلم بوشارب إلى إنتاج أفلام أخرى للتعبير على أفكارهم ووجهات نظرهم، ولم تستغرب خليدة تومي الجدل الدائر هذه الأيام في فرنسا حول الفيلم الذي يعالج فترة من فترات الاحتلال الفرنسي للجزائر، مشيرة إلى أنه من غير الطبيعي أن يتدخل سكرتير الدولة للدفاع هوبرت فالكو شخصيا إلى جانب أعضاء من الحكومة الفرنسية لدراسة هذا الفيلم وإصدار أحكام عليه دون مشاهدته حتى، لكن الأغرب من كل هذا بالنسبة لوزيرة الثقافة هو أن تطلب الحكومة الفرنسية رأي قسم التاريخ في وزارة الدفاع الفرنسية حول الفيلم. وتابعت خليدة تومي انتقاداتها للحكومة الفرنسية بلهجة أكثر حدة، عندما أكدت أن مثل هذا السلوك من شأنه أن يضع باريس في موقف حرج يتعارض مع مبادئ الديمقراطية وحرية التعبير والإبداع التي طالما تغنى بها المسؤولون الفرنسيون بمناسبة وبدون مناسبة، واعتبرت تومي أن قسم التاريخ في وزارة الدفاع الفرنسية ليس له أية مصداقية في الجزائر، خاصة عندما ندرك أن ذات الدائرة كانت مسؤولة عن الدعاية ضد ثورة التحرير، وهي إشارة صريحة من وزيرة الثقافة إلى أن هذه الجهة غير مخولة لإصدار الأحكام، أو بالأحرى أن أي حكم تم إصداره حول الفيلم هو حكم متحيز بعيد عن الحقيقة. وانتهت وزيرة الثقافة لدى إجابتها إلى الإعلان عن تنظيم عرض لفيلم » خارجون عن القانون« بموافقة رشيد بوشارب على الصحفيين في الجزائر في نفس اليوم الذي يعرض فيه في مهرجان كان يوم 21 ماي، لتمكين الصحفيين من قراءة الفيلم بكل موضوعية، وأفادت المسؤولة الأولى عن قطاع الثقافة أن الجزائر ستكون ممثلة في العرس الكروي العالمي من خلال فرق من الجنوب الجزائري، إلى جانب عرض عدد من الأفلام الجزائرية المترجمة إلى الانجليزية، ومن هذه الأفلام فيلم »خارجون عن القانون«.