كشفت دراسة ميدانية أعدها مؤخرا مركز الإعلام والتوثيق لحقوق الطفل والمرأة "سيداف" حول عمل المرأة ومدى تقبل المجتمع الجزائري له، أن ربع الآباء ونصف الأمهات يتمنون لو كانت ابنتهم عاملة و أن 4 رجال عازبين من 10 يوافقون على أن تكون زوجاتهم عاملات، كما أجمع بالمائة من الرجال المستجوبين خاصة الآباء منهم على أن عمل المرأة يبقى مقبولا إذا خضع لمقاييس محددة منها عمل النساء في ميادين معينة كالتعليم والطب اللذين يبقيان أكثر المواقع استقطابا للمرأة العاملة في الجزائر. يبقى خروج المرأة إلى العمل محل جدل بين العديد من فئات المجتمع الجزائري، انقسمت مابين مؤيد له ورافض بشروط ورافض له قطعا، إشكالية تناولها مركز الإعلام والتوثيق لحقوق الطفل والمرأة "سيداف" بالدراسة والتحليل من خلال إجرائه بحث ميداني حول عمل المرأة ومدى تقبل المجتمع الجزائري له. ذات الدراسة التي شملت العديد من الشباب، الآباء والأزواج، خلصت إلى أن ربع الآباء ونصف الأمهات يتمنون لو كانت ابنتهم عاملة حتى وإن كانت متزوجة، من مبدأ وقايتها من الوقوع في المشاكل، لكون حصولها على منصب عمل في وقتنا الراهن يعد صمام أمان من المشاكل التي قد تعترض طريقها في المستقبل كما أن المرأة التي تملك دخلا ماليا مستقلا تكون أكثر اعتمادا على نفسها وتقلل من عبئها على أسرتها. وبالمقابل تؤكد الدراسة أن 4 رجال عازبين من 10 يوافقون على أن تكون زوجاتهم عاملات ويرجع السبب إلى عوامل مختلفة أهمها غلاء المعيشة واعتماد الأزواج على مرتبات زوجاتهم لتحقيق نوع من الاستقرار المادي للأسرة. هذا وأجمع 51 بالمائة من الرجال المستجوبين خاصة الآباء منهم على أن عمل المرأة يبقى مقبولا إذا خضع لمقاييس معينة حيث يفضل الآباء أن تعمل بناتهم في ميادين معينة كالتعليم والطب اللذين يبقيان أكثر المواقع استقطابا للمرأة العاملة في الجزائر نتيجة قربه من مقر السكن وحصوله على احترام المجتمع الجزائري ككل. وتبين الدراسة أن نفس الفئة التي أبدت تقبلها لعمل بناتهم حافظت على نفس الموقف بالنسبة لعمل النساء بصفة عامة حيث يبقى هذا الموضوع محل رفض وقبول بين فئات عديدة من المجتمع، إلا أن الملاحظة المهمة أن نسبة تقبل الفكرة بدأت تتسع نتيجة تطور المجتمع وبروز المرأة بشكل كبير في مهن كانت في السابق حكرا على الرجال فقط كالهندسة والطيران وغيرها من المهن الصعبة حيث كسرت المرأة احتكار الرجل لها لسنوات طويلة، كما استطاعت المرأة أن تغير عقلية المجتمع وتجعله أكثر تقبلا لما تختاره من عمل حين برزت في صفوف الأمن من شرطة، جيش ودرك وحتى الحماية المدنية. لم تختلف آراء النساء عن الرجال في موضوع عمل المرأة، حيث أكدت 26 بالمائة من النساء المستجوبات رغبتهن في العمل بعد الزواج إذا رغب الزوج في ذلك وبينت النتيجة أن 74 بالمائة من النساء يرغبن في مواصلة العمل بعد الزواج، أما النسبة المتبقية والمقدرة بأقل من 9 بالمائة، فأكدن أنهن لا يرغبن أبدا في العمل بعد الزواج.