أولى رئيس الحكومة الفرنسي السابق، دومينيك دوفيلبان، خلال إعلانه أول أمس عن تأسيس حزب جديد يقع في يمين الخريطة السياسية الفرنسية، أطلق عليه اسم ''فرنسا المتضامنة''، أهمية بالغة للعلاقات الفرانكو جزائرية التي بدأت تنهار منذ انقضاء فترة حكم الرئيس السابق جاك شيراك، كخرجة ذكية للإطاحة بغريمه نيكولا ساركوزي، قائلا ''آمل أن يأتي اليوم الذي تصادق فيه كل من الجزائروفرنسا على اتفاقية صداقة، وهي المحاولة التي بادر بها شيراك ولم تجسد في عهد الرئيس الحالي''. وركز دوفيلبان، في خطابه الأخير حول الأسس والركائز التي تقوم عليها حركة ''فرنسا المتضامنة'' والتي يراد لها أن تكون ''مستقلة، حرة وديمقراطية''، على وجوب مناهضة ممارسة النشاط السياسي وإقحامه في المجال الاجتماعي، مدافعا عن احترام الحرية الفردية وفصل القرارات السياسية عن هذه الأخيرة ''نحن لا نقبل أي تأويل يصاحب النقاشات المثارة حول الهوية الوطنية ونرفض التوظيف المغرض الذي تنتهجه الحكومة الحالية لرفع المخاوف ضد الإسلام بفرنسا''. وكشف الوزير الأول السابق في عهد ''جاك شيراك'' ورئيس حزب ''فرنسا التضامنية''، عن تراسيم سياسته القائمة أساسا على تحسين صورة فرنسا على الصعيد الدولي، خاصة ما يرتبط بقضايا الشرق الأوسط وتعزيز العلاقات الفرنسية الجزائرية التي عرفت الكثير من الهزات خلال عهد نيكولا ساركوزي جراء تراكم العديد من القضايا المشتركة بين البلدين. وسيكون الحزب الجديد الذي يقوده وزير خارجية فرنسا ورئيس وزرائها السابق، أحد ألذ أعداء ساركوزي وأكثرهم منافسة له على عرش الإيليزيه، بمثابة ''بديل'' عن الرئيس الفرنسي الحالي للناخبين - حسب دوفيلبان- حيث انطلق هذا الأخير من مبدأ أن حركته فوق جميع الأحزاب وهو ما يعني أن عضويتها لا تلغي الانتماء لأحزاب مغايرة وهو ما يمكن وصفه ب''المشاغبة السياسية المدروسة'' والهادفة إلى التشويش على ''حزب الاتحاد من أجل الأغلبية الشعبية''، الحزب الحاكم بفرنسا والذي يعرف تذبذبا واضحا، حسب ما نقلته مصادر منشقة عنه بالقول ''بالتأكيد لن نكون جزءا من حزب الاتحاد من أجل الأغلبية الشعبية الذي يتزعمه الرئيس ساركوزي''.