اعترف المدير العام للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، مراد بن عامر، بأن الوضع المالي للشركة ليس على ما يُرام على الرغم من الدعم الكبير الذي حصلت عليه من طرف الحكومة والامتيازات الاستثنائية التي أقرّتها السلطات العمومية لفائدتها، وأعلن عن عجز يفوق 14 مليار دينار إضافة إلى تراجع رأسمالها إلى مستوى 10 مليار دينار، وهو ما تسبّب في تعطيل 65 بالمائة من قُدرات الشركة توجد حاليا خارج الاستغلال. أكد مراد بن عامر أن الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية تنتظر إقرار مخطّط جديد لإعادة الهيكلة من طرف الحكومة، مشيرا إلى أن هذا المخطط جاهز ويوجد حاليا قيد الدراسة على مستوى مصالح وزارة المالية، وتحدّث عن اجتماع وزاري مشترك سيعقد قريبا لهذا الغرض من أجل إعلان قرارات إضافية تقضي بإعادة تطهير ديون الشركة وتقديم دعم مالي إضافي يسمح لها باستغلال الكثير من قدراتها التي تبقى خارج الخدمة. وبحسب تأكيد المدير العام لشركة النقل بالسكك الحديدية فإن الأخيرة لا تزال تواجه الكثير من المشاكل على الرغم من النتائج التي تحقّقت خلال العام الماضي بفضل تدخل الدولة لتصفية ديونها السابقة، ولكن بن عامر أوضح لدى نزوله أمس ضيفا على القناة الثالثة للإذاعة الوطنية بأن الشركة التي يتولى تسيير شؤونها بحاجة إلى ما لا يقل عن 30 مليار دينار دعما إضافيا في المخطط الجديد لتجاوز كافة العقبات التي تعترضها. كما أورد المتحدث أن إدارة الشركة كانت تتوقع الحصول على إعانات إضافية بالنظر إلى الوضعية التي وصلت إليها في السنوات الأخيرة، مُحاولا الدفاع عن سياستها بالقول: »لدينا عجز مثل كافة المصالح العمومية الأخرى، ولذلك تحصلنا على دعم من الدولة«، فيما كشف أن شركة النقل بالسكك الحديدية خسرت حوالي 30 ألف مُسافر منذ 1991، على أن تسمح إجراءات إعادة الهيكلة بعصرنة الخدمات وتعميم القطارات الكهربائية بما يضمن رفع سقف الخدمة تصل إلى حدود 84 مليون مسافر سنويا بداية من 2014. وبموجب الإعانات التي حصلت عليها شركة النقل بالسكك الحديدية بمقدار 8 مليار دينار، فإن تقديرات ذات المسؤول تذهب إلى التأكيد بأن تغطية العجز الخاص بخصوص النقل تحتاج هي الأخرى إلى حوالي 5 مليار دينار إضافية، مع الإشارة إلى أن الشركة طلبت إعانة بقيمة 12 مليار دينار كمرحلة أولى، متحدثا عن وجود 65 بالمائة من القدرات الإجمالية للمؤسسة خارج الاستغلال بالنظر إلى ما أسماه عدم توفر مداخيل مالية لاقتناء معدات جديدة وتصليح الشحنات المعطّلة من خلال جلب قطع الغيار الخاص بالقطارات. ورغم حديثه مراد بن عامر عن العجز المالي فإنه أورد كذلك بأنه تم توظيف حوالي 3500 عون جديد خلال العام الماضي، وأرجع ذلك إلى أهداف الإدارة نحو إعادة الاعتبار للشركة، وفي وقت توقف رقم أعمال في حدود 4 ملايير دينار خلال العام ذاته فإن السياسة التي وضعتها هذه المؤسسة تهدف إلى الوصل لرقم 11 مليار دينار خلال العام الجاري، مع الاتجاه إلى اعتماد تنظيم جديد لسيرها ابتداء من السداسي الثاني من العام المُقبل. وبالموازاة مع ذلك فإن المدير العام للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية أعلن عن الانطلاق الرسمي لخط وهران-بشار ابتداء من اليوم على مسافة 740 كلم، حيث ستكون الانطلاقة برحلتين واحدة من بشار وأخرى من وهران يوميا على الساعة السادسة مساء، بسعة تصل 240 مقعد، وأوضح أن تكلفة التذكرة ستكون 1690 دج بالنسبة لقاطرات الدرجة الأولى و1245 دينار بالنسبة للدرجة الثانية، فيما توقع أن تصل الكميات الإجمالية لنقل البضائع إلى 90 ألف طن من الوقود سنويا و60 ألف طن من الحبوب، فيما يتوقف فتح خط آخر نحو تندوف، حسب المتحدث، على عوامل اقتصادية تتعلق بفتح منجم »غار جبيلات«.