تستعد جمعية" البركة" لمساندة المعاقين حركيا ابتداء من نهار اليوم مشاركة اسر ذوي الاحتياجات الخاصة من المعوزين سهراتهم الرمضانية من خلال انتقال أعضاء الجمعية في كل سهرة إلى سكن احد المعاقين أو ذويهم محملين بحلويات من قلب اللوز و زلابية لقضاء سويعات حميمية يتبادلون من خلالها أطراف الحديث عن هموم الدنيا و متاعبها و قبل كل شيء عن معاناة هذه الشريحة والتي تتضاعف في جانبها المادي مع حلول شهر الصيام. و تأتي هذه الالتفاتة الطيبة في إطار العمل التضامني الذي دأبت على القيام به جمعية" البركة" لمساندة المعاقين حركيا سواء في المناسبات و خاصة خارج دائرة المناسبات لتضيء ليالي هذه العائلات البائسة التي أعيتها رحلة البحث عن كرسي متحرك من نوع" الاوكازيون "لأحد معوقيها أو كمية من الحفاضات للكبار و تفاقمت معاناتها مع قفة رمضان عادة ما تتسلمها نصفها مّن و نصفها الآخر حبوب جافة من عدس و لوبياء لا يأكلهما إلا المصابون بالوحم الرمضاني . و كشفت رئيسة جمعية البركة فلورا بوبرغوت بكثير من الأسى والحسرة عن تراجع عدد المحسنين الذين كانوا يسارعون لتلبية نداءات المساعدة التي نرسلها لهم على جناح السرعة في السنوات الماضية مؤكدة انه من أصل 50 رسالة وجهت لأصحاب الشركات الخاصة والمجمعات الكبرى تخاطب ضمائرهم الحية و قلوبهم الرحيمة لكن اثنين فقط من المحسنين لبوا نداء الخير و تبرعوا للجمعية بمستلزمات مائدة رمضان تمكنت الجمعية بفضلها من ملء قرابة 50 قفة فقط ستوزع على ذوي الأولويات والذين لا يجدون ما يأكلونه خلال هذا الشهر بالرغم من أن عدد المعاقين المسجلين على مستوى الجمعية يفوق الألف بكثير و يصعب نظرا لواقعهم المعيشي الصعب الاختيار بينهم و تحديد الأحق بقفة رمضان. "استطاعنا خلال شهر رمضان الفائت من توزيع 300 قفة على المحتاجين من ذوي الاحتياجات الخاصة" قالت فلورا بوبرغوت" بفضل المساعدات التي كانت تصلنا من المحسنين الأوفياء للجمعية فكنا نتبرع بما فاض علينا من خيرات إلى جمعيات تنشط بأقصى الجنوب أو بعض الولايات الداخلية بعد أن نكون قد استوفينا كل ذوي الاحتياجات الخاصة على مستوى المنطقة التي ننشط بها و التي تمتد من عين طاية إلى برج الكيفان و اسعدنا الكثير من معوقي رغاية درقانة و بومرداس لكن شحت المساعدات خلال هذا الشهر فاضطررنا لطرق أبواب المحسنين أكثر من مرة حتى لا نرد السائلين من ذوي الاحتياجات الخاصة و الذين يقصدون الجمعية طلبا لأي شكل من أشكال المساعدة سواء كانت على شكل مواد غذائية أو أدوية أو حفاضات . و أرجعت ذات المتحدثة تردي واقع ذوي الاحتياجات الخاصة ببلادنا إلى قلة المنحة المقدمة لهم من طرف مصالح مديرية النشاط الاجتماعي و التي لا تتعدى ال4000 دج مطالبة برفعها إلى حد الأجر القاعدي حتى لا ندفع أضافت فلورا بوبرغوت المعاق إلى التسول و مد يده في الشوارع لكسب قوت يومه. و اعترفت في الأخير رئيسة جمعية البركة لمساندة المعاقين أن العمل التضامني الذي تقوم به الحركة الجمعوية سواء الرمضاني أو في سائر أيام السنة لا يمكن أن يتحقق إلا في ظل التفاف المحسنين من رجال أعمال و أصحاب شركات حول مثل هذه المشاريع الخيرية التي تخفف من وطأة الفقر على المعوزين من ذوي الاحتياجات الخاصة والتي تتضاعف معاناتهم الجسدية مع حلول هذا الشهر الكريم و الذين يضطرون في كثير من الأحيان إلى الإفطار و" كسر صيامهم" على الخبز و الحليب و دعت أهل الخير و الإحسان إلى عدم مقاطعة مثل هذه المشاريع التي تعود أساسا بالمنفعة على الشخص المعاق مطالبة إياهم بمتابعة مصير تبرعاتهم والتأكد من وصولها إلى مستحقيها الحقيقيين بعيدا عن أي تلاعبات موضحة انه لا يمكن وضع كل الجمعيات في قفص الاتهام و يبقى تاريخ و انجازات كل فضاء جمعوي شاهدا على تواجده الميداني كل حسب اختصاصه.