أكد عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، في معرض تحليله لما يسمى صدام الحضارات، إن هناك حوارا بين المنتسبين إلى هذه الحضارات والأديان«، مشيرا إلى أن تطور موازين القوى بين الحضارات أدى إلى افتعال التبريرات من طرف القوى المهيمنة، قصد إقصاء الطرف الآخر وإعادة الانتشار الجيو استراتيجي قصد تحقيق أهداف معينة، حيث شدد على أن الصدامات بين الحضارات أصبحت تشكل الخطر الأكبر على السلم. أوضح بلخادم، خلال الندوة التي نظمها مركز الدراسات والاستشراف لحزب جبهة التحرير الوطني تحت عنوان »حوار الحضارات والاديان.. لماذا؟«، أن حوار الحضارات أخذ أبعادا سياسية في الوقت الراهن، مؤكدا أنه لا يوجد حوار بين الثقافات والأديان وأن هناك مغالطة في الطرح. وأضاف عبد العزيز بلخادم قائلا »إن المنتسبين للأديان وللحضارات هم الذين يتحاورون وكل له فكر ينطلق منه«، كما أشار الأمين العام للأفلان إلى أنه لا يوجد صراع بين الحضارات وإنما هناك بحث عن مصالح وأهداف معينة تختفي وراء حوار الحضارات والأديان. وأكد بلخادم أمام مسؤولين سياسيين وإطارات وسفراء ومفكرين ورجال دين أنه أصبح هناك من ينظر لصدام الحضارات، مذكرا بالنقاشات التي تم فتحها سنة 1992 حول حوار الحضارات والتي كانت في نقاش أولى، ليتم تعميق هذا الطرح لدى صناع الرأي العام في العالم الغربي، وتساءل بلخادم عما إذا كان هناك فعلا صدام حضارات؟، حيث أشار إلى أن الأنظمة السلطوية مازالت موجودة وبالتالي فهي تسعى إلى بسط هيمنتها وتحقيق مختلف مصالحها وأهدافها في العالم. وفي ذات السياق، قال بلخادم إنه يجب تحديد مفهوم ومصطلح الحضارة، متسائلا عن وجود حضارة عالمية، والعلاقة بين السلطة والثقافة، مشيرا في هذا الشأن إلى تطور موازين القوى بين الحضارات، حيث ذكر بالحضارات التي صنعها التاريخ مرورا بالحضارة الصينية والحضارة العربية الإسلامية وصولا بالجيل الثالث من الحضارة وهي الحضارة الغربية التي اقتبست من مجموع الحضارات. وأشار أمين عام الأفلان إلى أن ميزان القوى خلق نوعا ثانيا من العلاقات مع بروز ما يسمى بالخطر الأسود »الفاشية«، الخطر الأحمر »الشيوعية«، الخطر الأصفر »الصين« إضافة إلى ما أسماه ب»الخطر الأخضر« وهو الأصولية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن هذه القوى عندما تريد إخفاء إعادة انتشارها الاستراتيجي تستعمل هذه التبريرات، مؤكدا أنه بعد 11 سبتمبر صار الانزلاق نحو اعتبار كل مسلم إرهابيا، كما شدد على أن »هذه الانزلاقات هل هي فعلا نتيجة فهم خاطئ أم أنها تدخل في إطار انتشار جيو سياسي لتحقيق أهداف أخرى دون إيجاد مبررات للجريمة والتي لا يمكن لها أن تبرر«. كما تحدث بلخادم عن عسكرة العالم والتواجد العسكري في كل من أفغانستان، العراق، باكستان، الصومال، وأشار إلى أنها ترتبط بالهيكلة السياسية للحضارات، متطرقا إلى الحديث عن انعكاسات النظرة الغربية على العالم الاسلامي ومن ذلك رفض الغرب للمسلم، إضافة إلى الإجراء الأخير الذي اتخذته الدول الغربية القاضي بإجبار المنتمين للعالم الاسلامي للتفتيش المخجل في المطارات الغربية، وكذا رفض انضمام تركيا إلى الإتحاد الاوربي وعسكرة العالم الإسلامي، مثلما يحدث في أفغانستان والعراق. وشدد أمين عام الأفلان على أنه إذا كانت الصدامات بين الحضارات تفسر بالتوترات فإنها تشكل خطرا كبيرا على السلم في العالم، مشيرا إلى أن »نظرتنا للحوار هو للتعارف ومعرفة الآخر والابتعاد عن الاعتداء«، مؤكدا فشل الحلول المقترحة من أجل تواصل حضاري سلمي سواء الحل الايديولوجي أو الاقتصادي، وأنه ينبغي البحث عن حلول أخرى عن طريق حوار حقيقي من أجل إيجاد روابط وجسور تربط بين المجموعات البشرية لتعيش في سلام في هذا العالم.