بدأ الرئيس الفرنسي زيارة لإسرائيل قبيل القمة المزمعة الشهر المقبل لإطلاق مشروع الاتحاد من أجل المتوسط التي ستضم الجانب الإسرائيلي ودولا عربية. وقد حل نيكولا ساركوزي برفقة زوجته كارلا بروني بمطار بن غوريون في تل أبيب بعد ظهر أمس، حيث استقبله الرئيس شمعون بيريز ورئيس حكومته إيهود أولمرت الذي استضافه على العشاء. وينتظر أن يجري الرئيس الفرنسي محادثات مع نظيره الإسرائيلي في القدس اليوم ، ثم يلقي خطابا في الكنيست ليصبح بذلك أول رئيس فرنسي يفعل ذلك منذ فرانسوا ميتران عام 1982. وعقب زيارة الكنيست، يلتقي ساركوزي عائلة الجندي الأسير لدى الفصائل الفلسطينية جلعاد شاليط منذ جوان 2006. وفي جدول أعماله لنهار غد الثلاثاء لقاء مع زعيم حزب ليكود اليميني المعارض بنيامين نتنياهو، لينطلق عقبه إلى بيت لحم جنوبالقدس لإجراء محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ينتظر أن يختتمها بتوقيع اتفاق مع السلطة الفلسطينية. وسيعقد ساركوزي مؤتمرا صحفيا واحدا مع عباس، فيما ألغى أيضا زيارة مع زوجته والرئيس الإسرائيلي للبحر الميت بزعم أن مطاردي المشاهير ينتظرون هناك. وفي بيت لحم مهد المسيح عليه السلام، يزور الرئيس الضيف كنيسة المهد ومغارتها قبل عودته إلى فرنسا. وحول زيارة ساركوزي، قالت مصادر مطلعة إن مكتبه كان يود تأجيلها إلى ما بعد القمة المزمعة يوم 13 جويلية المخصصة لإطلاق الاتحاد من أجل المتوسط، لكن تل أبيب أصرت أن تجري زيارته في موعدها المحدد. وأفاد دبلوماسي رفيع المستوى أن هذه الزيارة "حساسة للغاية وسيتم متابعتها بشكل وثيق في إسرائيل من الفلسطينيين ومن العالم العربي" أيضا. ومن المتوقع أن يجدد ساركوزي دعمه لإسرائيل ويطمئنها أن بوسعها الاعتماد على باريس في أمنها، ولكن عليها تجميد نشاطها الاستيطاني وتخفيف القيود المفروضة على التنقل بالضفة الغربية وقطاع غزة بغية التوصل لاتفاقية سلام مع حكومة عباس. وذكرت مصادر دبلوماسية أن ساركوزي وأولمرت الذي أعرب الأسبوع الماضي عن اهتمامه بمحادثات سلام مع لبنان، سيناقشان محادثات تل أبيب غير المباشرة مع دمشق، والوضع مع إيران. ورغم أنه يريد تحسين مصداقيته كرجل دولة في وقت يعاني فيه من ضعف التأييد له داخليا، سيتعين على ساركوزي أيضا تفادي إغضاب الزعماء العرب الكثيرين الذين دعاهم لمشروع الاتحاد من أجل المتوسط. وهذه ثاني زيارة يقوم بها رئيس فرنسي لإسرائيل بعد أن أعلن نفسه "صديقا" لها عقب توليه السلطة العام الماضي. ويعتبر مراقبون هذه الزيارة انفصالا عن مسار زعماء فرنسا منذ عهد شارل ديغول الذين كان ينظر إليهم على أنهم أكثر تأييدا للعرب. فرغم زيارته لإسرائيل أكد ميتران أمام الكنيست على حق الفلسطينيين في إقامة دولة إلى جانب إسرائيل، وهو ما قابلته الأوساط الإسرائيلية بفتور. وعندما زار شيراك مدينة القدس القديمة عام 1996، نفد صبره من رجال الأمن الإسرائيلي الذين كانوا يحثونه على التحرك، واعتبر أن معاملتهم استفزازا وهدد بالعودة لطائرته.