إن الذين يتوغلون ويسيطرون ويحققون أجندات خفية، لا ليبيا ولا الجزائر ، نحن جميعا كالمخدوع في زوجته « آخر من يعلم « .. لقد نقلت يومية جزائرية خبرا مثيرا يتعلق بتصريحات للزعيم الليبي معمر القذافي مفادها انه اشتكى من عرقلة الجزائر لمواصلة النفوذ الليبي في افريقيا، وخاصة في منطقة الساحل الإفريقي. وليس مهما تصريحات القذافي أكانت صحيحة أم لا .. ما يهم صراحة أن إفريقيا وخاصة منطقة الساحل الإفريقي أصبحت مصدر خطر لكل من الجزائر وليبيا تحديدا ، ومنطقة نفوذ للدول الغربية وهناك صراع حقيقي بائن أحيانا وكامن أحيانا أخرى بيد القوى الكبرى، بل إن القوى العظمى اقتسمت « الطورطة « وبدأت تأكل ، ونحن لم نستفق بعد، ولا نزال نعتقد أن الجزائر تعرقل ليبيا أو أن ليبيا تخيف وتهدد الجزائر، وهي مشاعر وهمية وغير حقيقة لأن التهديد الحقيقي لا يأتي لا من ليبيا ولا من الجزائر. إن الصين العظيمة وضعت يديها ورجليها معا في القارة السمراء، وهي تحتل مكانة متميزة في الاستثمارات ، واليد العاملة الصينية تحتل الورشات والمصانع وربما المزارع أيضا في القارة، وبدأت تنشأ مدن « التشاينا تاون « ، بل إن كثيرا من الصينيين اعتنقوا الإسلام، إن على قناعة أم كوسيلة للتوغل والإندماج، وتزوجوا الإفريقيات « السمراوات « وحتى « الشقراوات « في شمال إفريقيا، وأنجبوا وخلفوا .. وطبقا للقوانين فإن أبناء الصينيين سينالون جنسية الأم .. إن الحضور الصيني في القارة السمراء أضحى يخيف الدول الغربية قبل ليبيا والجزائر ودول أخرى، نحن نتكلم فقط، وندلى بتصريحات مثيرة، ولا نخيف أحدا. الولاياتالمتحدةالأمريكية بدورها تعمل جاهدة على تعزيز حضورها في القارة، عسكريا واقتصاديا، وهي تعمل المستحيل لزحزحة فرنسا صاحبة النفوذ التقليدي فيها ، وبدأ الصراع يبرز ويكبر، وراح العديد من رؤساء أمريكا يزورون دولا إفريقية عديدة في زيارات عادة ما توصف إعلاميا بالزيارات التاريخية، وقصة الأفريكوم مثلا تشير بوضوح إلى الرغبة الأمريكية الجامحة في النفوذ والسيطرة على خيرات الأفارقة وثرواتهم. فرنسا التي تسيطر سيطرة واضحة على بعض الدول في شمال إفريقيا وتشاد وغيرهما، أصبحت تنفذ أكثر وأكثر في دول أخرى مثل موريتانيا والنيجر ومالي، وهي تعمل اليوم على تحقيق حضورها العسكري، بذريعة تحرير رعاياها المختطفين من قبل القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. إن الذين يتوغلون ويسيطرون ويحققون أجندات خفية، لا ليبيا ولا الجزائر ، نحن جميعا كالمخدوع في زوجته « آخر من يعلم « .. أمنى أ، يأتي اليوم ، وأكتب فيه في مثل هذه الزاوية أقول : « نعم .. ليبيا والجزائر يا القذافي « .. حتى لو كان القذافي هو سيف الإسلام ..