يوجد وفد من وزارة الدفاع الأمريكيةبالجزائر، منذ أمس، في إطار ما اصطلح على تسميته ''حوار عسكري'' بين البلدين، يتناول شقين من التعاون في المجال، أحدهما عملياتي ميداني مضاد للجماعات الإرهابية، والثاني يتعلق بتكوين الموارد البشرية الجزائرية بالمعاهد الحربية الأمريكية. ترأس الأمين العام لوزارة الدفاع، اللواء أحمد صنهاجي، من جانب الجزائر، أمس، أشغال رابع اجتماع في ''الحوار العسكري''. أما في الجانب الأمريكي، فحضر جوزيف ماك ميلن، نائب المساعد الرئيسي لوزير الدفاع الأمريكي، وعدد من موفدي وزارة الدفاع، أهمهم فيكي هادلستون، نائب مساعد وزير الدفاع. وأفاد مصدر مهتم بالزيارة ل''الخبر'' أن وفد البنتاغون وصل، أول أمس، وسينهي زيارته اليوم بندوة صحفية تعقدها هادلستون بمقر السفارة الأمريكية، لعرض حصيلة نشاط البعثة. وأفادت وكالة الأنباء الجزائرية أن أعمال اجتماع ''الحوار العسكري'' تدوم يومين، وأنها ''تندرج في إطار تدعيم علاقات التعاون العسكري بين البلدين''، دون تفاصيل أخرى. وقال مصدر مهتم بالاجتماع إن برنامجا مشتركا تم الاتفاق عليه بين الطرفين يغطي نشاط سنة ,2011 يتعلق بإجراء تمارين بين البحريتين في إطار محاربة الإرهاب وأعمال القرصنة. وكانت مهام قيادة القوات الأمريكية بإفريقيا ''أفريكوم''، ونشاطها في دول إفريقيا والحرب المعلنة على القاعدة في الساحل جنوبي الصحراء، في قلب المحادثات التي جرت بين الطرفين، حسب ذات المصدر الذي قال إن الوفد الأمريكي قدم عرضا لمسؤولي وزارة الدفاع الجزائرية عن المؤتمر الذي أشرفت عليه وزارتا الدفاع والخارجية الأمريكيتين بشتوتغارت بألمانيا، في 12 من الشهر الماضي، حول الأمن البحري والإرهاب في إفريقيا، ومحاربة القرصنة في القرن الإفريقي. وهي وظائف تدخل في صميم مهام ''أفريكوم'' التي يوجد مقرها بشتوتغارت، ويقودها الجنرال ويليام وارد. وفي نفس الموضوع، اعتبر روبرت غيتس، وزير الدفاع الأمريكي، فرنسا شريكا هاما في محاربة تنظيم القاعدة بمنطقة المغرب العربي. وقال غيتس، أمس، خلال زيارة قادته إلى ماليزيا، إن واشنطن ''لا تخوض الحرب (ضد الإرهاب) بمفردها، وإنما نحصي بعض الدول الصديقة، وهي قوية وترى أنه من مصلحتها محاربة التهديد الإرهابي''. وأضاف: ''إنني على ثقة إذن بأننا سنمتلك الوسائل والقدرة على مواصلة هذه الحرب''. مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة ''يمكنها الاعتماد على حلفاء أقوياء في محاربة القاعدة، من بينهم فرنسا وماليزيا''. وتابع: ''عندما نشاهد الوضع بالمغرب العربي، نلاحظ بأن فرنسا منخرطة كثيرا (في الحرب على الإرهاب)، وعندما نتحدث عن آسيا فهي منطقة تشهد تعاونا بين الولاياتالمتحدة وماليزيا.. إننا لسنا وحدنا في هذه الحرب''. وقال روبرت غيتس إن قيادات تنظيم القاعدة لازالوا ينشطون بمناطق الحدود المشتركة بين باكستان وأفغانستان. وأوضح بأنه يعتقد بأن هؤلاء القياديين ''يقدمون التوجيهات والنصائح ويحددون الأولويات ويمنحون الشرعية لحلفاء القاعدة النشطين في شبه الجزيرة العربية، خاصة باليمن، وفي شمال إفريقيا بالمغرب العربي''.