قالت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، إن بلادها تُقدّر الدعم الذي قدمته الجزائر من أجل تمكين ألمانيا من الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي، وفي مقابل ذلك تعهدت بأن يكون للجانب الألماني دور في دعم حل نزاع الصحراء الغربية في إطار منظمة الأممالمتحدة، إلى جانب التزامها بمرافقة الجزائر في مسار التنمية الاقتصادية وخاصة في قطاع الصناعة. أكدت المستشارة أنجيلا ميركل خلال الندوة الصحفية المشتركة مع رئيس الجمهورية، أنها تنظر إلى الجزائر على أنها بلد له دور محوري على الصعيدين القاري والإفريقي، كما أوردت أن زيارتها إلى بلادنا في 2008 عزّزت مستوى التعاون بين الجانبين، وشدّدت على استعداد للذهاب بعيدا في تجسيد مشروع »ديزرتيك« الذي يجري تحضيره حول الطاقة الشمسية بقولها: »لدينا اهتمام كبير بهذا المشروع الهام". وكان البارز في تصريح أنجيلا ميركل هو التزامها الواضح بتقديم مزيد من الدعم للجزائر من أجل الخروج عما أسمته »التبعية لقطاع المحروقات«، إضافة إلى كونها حدّدت المجالات المتوفرة في هذا التعاون وهي التي حصرتها في تقديم المساعدة الكفيلة بالنهوض بالصناعة في الجزائر، وكذا تدعيم المنشآت القاعدية، وأكثر من ذلك فإن المتحدّثة أثارت مسألة التعاون في مجال »أمن الحدود« الذي اعتبرته مجالا حيويا للتعاون باتلنظر إلى الأهمية التي تنفرد بها منطقة شمال إفريقيا. كما أشارت المستشارة الألمانية إلى الفوائد التي يجنيها الطرفان من خلال التعاون القائم في قطاع الطاقة، وأعلنت عن رغبة بلادها في الذهاب أبعد من هذا الحدّ، كما صرحت وهي تخاطب رئيس الجمهورية: »نحن دولتان صديقتان، ولدينا علاقات تعاون وصداقة واسعة باعتبارنا نتقاسم نفس المواقف في العدييد من القضايا الإقليمية والدولية..«، وهو ما دفعها إلى القول في هذا الشأن »ألمانيا على استعداد دائم لمرافقة الجزائر في طريق التنمية«. كما أشارت المتحدثة إلى أهمية إنشاء اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين، وكشفت أن التحضير لها كان قبل مدة، مثلما أقرّت بوجود العديد من الملفات والمشاريع التي تنتظر التجسيد خلال المرحلة المقبلة دون الكشف عن تفاصيل أكثر بخصوصها. وإلى جانب اعترافها بدور الجزائر إقليميا ودوليا، فإن ميركل صرّحت للصحفيين بأن ألمانيا لا يمكن لها أن تُغفل الدعم الذي قدّمته الجزائر، والرئيس بوتفليقة شخصيا، حتى تحظى بلادها بمقعد دائم في مجلس الأمن الدولي، والتزمت أن تعمل على إيجاد حلّ عادل للنزاع في الصحراء الغربية إذا ما تحقّق لها هذا المكسب. وأشارت أنجيلا ميركل إلى أنها تحادثت مع رئيس الجمهورية حول قضايا مثل الأزمة في السودان، ودعت بالمناسبة الاتحاد الإفريقي إلى تحمّل مسؤولياته بتنظيم استفتاء تقرير المصير والحرص على عدم وققوع »انفجار بين طرفي النزاع«. وبالإضافة إلى إبرازها دور الجزائر على الصعيد القاري، فإنها تعهدت من جهة أخرى بأن تكون ألمانيا دوما إلى جانب القارة السمراء، ولخصّت موقفها بالتأكيد أنه »نريد مستقبلا أفضل مما هو عليه الآن بالنسبة إلى إفريقيا«.