أكد وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، الطيب لوح أن الحوار الاجتماعي »يسمح بإيجاد آليات وأسس لتسوية المشاكل ومواجهة الأزمات«، وشدد في مداخلة ألقاها خلال المؤتمر الإقليمي الأول حول »الحوار الاجتماعي في الدول العربية« المنعقد بالعاصمة المغربية، على دور المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية بهذا الحوار. حسب وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي فإن »المجتمعات العربية تطالب بنتائج ملموسة سيما فيما يخص الملفات الكبرى على غرار الحماية الاجتماعية للعمال وذوي الحقوق والشغل ومشكلة منح التقاعد« مضيفا أن الحوار الاجتماعي »يسمح بإيجاد آليات وأسس لتسوية المشاكل ومواجهة الأزمات«. وركز الوزير الذي ترأس وفدا جزائريا متكون من ممثلين عن أرباب العمل الجزائريين وممثل الاتحاد العام للعمال الجزائريين. للمؤتمر الإقليمي الأول حول الحوار الاجتماعي في الدول العربية، على دور المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي في تقريب وجهات النظر مؤكدا سيما على النتائج التي يجب أن يفضي إليها الحوار الاجتماعي في المجتمعات العربية. ولدى استعراضه للتجربة الجزائرية ذكر ممثل وزارة العمل والشغل والضمان الاجتماعي، محمد قدوح، بمشوار الحوار الاجتماعي الذي تبنته الثلاثية منذ تأسيسها في جوان 1991 موضحا أن الحوار الاجتماعي في الجزائر يعكس إرادة سياسية على أعلى مستوى ويمثل آلية للاستقرار والسلم الاجتماعي. وأردف أن الحوار السياسي الذي كرسه الدستور الجزائري قد أفضى إلى التوقيع في سنة 2006 على العقد الوطني الاقتصادي والاجتماعي بين الحكومة وأرباب العمل والاتحاد العام للعمال الجزائريين من أجل إرساء »مناخ ملائم« للنمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية. وخلال النقاشات التي تلت تقديم هذه التجارب أشاد ممثل الاتحاد الدولي للنقابات العربية رجب معتوق بتجربة الحوار الاجتماعي في الجزائر النابعة، كما قال، من إرادة سياسية حقيقية سمحت بالإبقاء على الانسجام الاجتماعي ومواجهة المشاكل بفضل كل الأطراف الفاعلة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية. ويضم المؤتمر الذي يُختتم اليوم ممثلين عن الحكومات وأرباب العمل والعمال في مجالات الشغل والتكوين المهني والحماية الاجتماعية، وعلاوة على الوزير الطيب لوح يتكون الوفد الجزائري من، محمد سعيد نايت عبد العزيز، رئيس الكنفدرالية الوطنية لأرباب العمل الجزائريين ومحمد مقلتي، نائب رئيس الكنفدرالية العامة للمقاولين الجزائريين، وبوزيان زكراوي من الكنفدرالية الجزائرية لأرباب العمل محفوظ مقاتلي ممثل الاتحاد العام للعمال الجزائريين. ويشهد المؤتمر تنشيط نقاشات حول تجارب الحوار الاجتماعي في البلدان وحول تبادل التجارب، ويُرتقب المصادقة على مخطط عمل عربي يهدف إلى تعزيز الحريات النقابية و الديمقراطية على مستوى منظمات أرباب العمل والعمال في البلدان العربية، كما يهدف إلى ترقية وتنظيم هذا الحوار ليستمد قوته من التشريعات الوطنية ومقاييس العمل العربية والدولية، كما يشهد المؤتمر إطلاع المشاركون على تجارب البلدان العربية والأجنبية لا سيما اسبانيا والبرازيل وجنوب إفريقيا. ويندرج هذا المؤتمر الذي ينظم من قبل منظمة العمل العربية ومنظمة العمل الدولية في إطار تواصل المنتدى العربي للشغل الذي عقد في أكتوبر 2009 ببيروت وتطبيق اللائحة التي أصدرتها لجنة المتابعة التقنية المنبثقة عن المنتدى الذي عقد في ماي 2010 بالقاهرة.