أكد جون كلود مالي رئيس لجنة الكتاب الأبيض حول الشؤون الدفاعية، أن "تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي" يشكل هاجسا كبيرا لفرنسا، مرددا بذلك صدى الهواجس التي أعربت عنها واشنطن في الفترة الأخيرة حيال هذا التهديد المتزايد. أوضح رئيس لجنة الكتاب الأبيض حول الشؤون الدفاعية الذي حضر إلى واشنطن ليقدم إلى المسؤولين الأميريين الكتاب الأبيض الذي يحدد الاولويات الاستراتيجية لفرنسا للسنوات الخمس عشرة المقبلة، "لم تعد القاعدة تستهدف إلا فرنسا، وربما أيضا ايطاليا واسبانيا وألمانيا وبريطانيا"، وأضاف في تصريح لعدد من الصحافيين "نحن فعلا مستهدفون والإرهاب الذي يستوحي الجهاد يحتل المرتبة الأولى في لائحة التهديدات التي ترخي بثقلها على الأمن القومي الفرنسي". وتأتي تصريحات جون كلود مالي على خلفية سعي الرئيس الفرنسي إلى إعادة النظر في الاستراتيجية الدفاعية لفرنسا التي عادت مؤخرا إلى الانضمام إلى الحلف الأطلسي بعد عقود من مغادرتها لهذا الحلف العسكري مدفوعة بالرغبة الاستقلال عن الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد أعلن مؤخرا عن ضرورة الاء الاهتمام الأكبر إلى التحدي الذي يمثله الإرهاب بالنسبة لفرنسا والزيادة من العمل خاصة على الصعيد الاستخباراتي وتبادل المعلومات. وليست هي المرة الأولى التي يعتبر فيها الفرنسيون "تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" الذي يقوده عبد الملك درودكال المكنى أبو مصعب عبد الودود بمثابة الخطر الأول الذي يحدق بفرنسا بحكم العامل الجغرافي أو بحكم الأعداد الكبيرة من المسلمين الذين يعيشون على التراب الفرنسي، خاصة من الأصول المغاربية والجزائرية تحديدا، كما يعتبر الدين الإسلامي ثاني ديانة في فرنسا بعد المسيحية. وما يبرر المخاوف الفرنسية أكثر هو التحذيرات التي وجهها الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري الذي هدد باريس في أكثر من مرة، وأعلن يوم قبل بانضمام الجماعة السلفية الجزائرية إلى تنظيم "القاعدة في نهاية 2006 بأن "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" سوف يتحول، حسب تعبيره إلى شوكة في حلق الفرنسيين والاسبان. ومن جهته هدد تنظيم درودكال في أكثر من مرة فرنسا وسبق له أن حاول استهداف رعاياها ومصالحها، ونفذت سرايا "تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" هجوما ضد عمال شركة "رازال" الفرنسية بالأخضرية لم يخلف ضحايا فرنسيين ثم عاودت الكرة في الثامن من جوان المنصرم عبر تفجير إرهابي أودى بحياة مهندس فرنسي وهو رئيس مشروع "رازال" الفرنسية ببني عمران بولاية بومرداس وقضى في العملية سائقه الجزائري أيضا. وجاء في التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية حول الإرهاب الذي صدر في أواخر أفريل، أن العام سبتمبر 2006 إلى تنظيم "القاعدة" وأطلقت على نفسها اسم فرع"تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي". وبحسب جون مالي فان التهديدات الإرهابية من هذا النوع تبرر التشديد على الاستخبارات في الاولويات الفرنسية الجديدة، وأوضح أيضا "نريد الاستثمار في مجال الاستخبارات إذا ما أردنا ألا نخسر معركة القرن الحادي والعشرين"، وأضاف أن "بلدان المغرب العربي دول صديقة، ونريد تطوير سياسات تعاون معها وتحسين الاستقرار فيها".