دعت لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال الحكومة إلى اتخاذ إجراءات استعجالية لاحتواء الأزمة الأمنية التي عرفتها البلاد جراء أعمال الشغب والتخريب الأخيرة والتي طالت الأشخاص والممتلكات العمومية والخاصة، حيث أشارت المتحدثة إلى أهمية التكفل بالشباب وفتح قنوات الاتصال، بما يسمح لهه الشريحة بالتعبير عن انشغالاتها، وقالت في هذا الصدد »لو كانت المظاهرات السلمية مسموحة لما اتجه الشباب نحو العنف«. عبرت حنون خلال اجتماع المكتب السياسي لحزب العمال أمس، عن الخسائر التي والأضرار التي لحقت بالأشخاص والممتلكات في الأيام الأخيرة، مرجعة ما حدث إلى المضاربة التي عرفتها السوق الوطنية والتي تسببت في ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية على غرار الزيت والسكر. وفي هذا الشأن انتقد حنون المتعامل الأول في الزيت ايسعد ربراب الذي قالت إنه يستحوذ على 70 بالمائة من السوق الجزائرية، وان الزيادة في هذه الأسعار جاء في إطار الضغوطات الممارسة على الدولة للتراجع عن قراراتها الخاصة بعدم التنازل عن العقار الصناعي وكذا الإجراءات التي تضمنها قانون المالية التكميلي لسنة 2009. ومن هذا المنطلق، طالبت حنون بضرورة تدخل الحكومة عن طريق اتخاذ إجراءات استعجالية لاحتواء الأزمة التي ما كانت لتحدث لو أن قنوات الحوار والاتصال كانت مفتوحة بين المسؤولين والمواطنين، معتبرة أن أحداث الشغب تعد متنفسا في ظل غياب الثقة بين الحاكم والمحكوم. وأضافت المتحدثة، أن الدولة مطالبة بإنشاء دواوين خاصة بالسكر والزيت والتدخل بقوة لضبط السوق والتحكم في أسعار المواد الاستهلاكية حتى تغلق الباب أمام كل المحتكرين، وأكدت أهمية إنشاء مناصب عمل جديدة في الوظيف العمومي والتعجيل بقانون المالية التكميلي لسنة 2011، وإنشاء منحة البطالة التي تبلغ قيمتها نصف الأجر الوطني الأدنى المضمون وغيرها من الإجراءات. وقالت حنون، »إننا نرفض أن تكون هناك تأويلات لأحداث الشغب وتستغل من طرف بعض الجهات على غرار ما سعت إليه بعض وسائل الإعلام الأجنبية من خلال بث أشرطة وتقديم تحليلات خاطئة تسيء إلى سمعة الجزائر«، مؤكدة أن لا وجود لأي تشابه بين الأحداث الأخيرة وأحداث 5 أكتوبر 1988 التي جاءت في ظروف مميزة وصعبة كانت تعرفها حينها الجزائر ندرة في السلع وأزمة مالية حادة. واغتنمت الأمينة العامة لحزب العمال الفرصة لتوجيه نداء إلى الشباب تدعو من خلاله المشاغبين وكل من ساهموا في أعمال التخريب إلى العودة على جادة الصواب، وإقامة مظاهرات سلمية تتماشى ومشروعية الاحتجاجات بدل سلوك طريق التخريب والدمار، وموازاة مع ذلك جددت دعوتها على الحكومة للعمل على إعادة الثقة مع المواطنين وتقديم الضمانات الكافية للشباب.