إلتأم الحلم العربي،سهرة الجمعة، على ركح قاعة العروض الكبرى أحمد باي بقسنطينة، ليرسم فسيفساء غنائية باصوات قوية ومن نسج موسيقي حالم لفرقة الربيع الموسيقية السورية بقيادة المايسترو أسعد خوري في ليلة فنية عربية خالصة مهربة من الزمن الفني الراقي حيث إعتلت نخبة من أهم الأصوات الفنية العربية في توليفة جمعت بين مختلف الأجيال والطبوع العربية ضمن برنامج إختتام تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية وضمنهم الفنانة السورية مي نصري ، الفنان اللبناني وليد توفيق ، فلة الجزائرية، المطربة المصرية غادة رجب، الفنان العراقي هومام، الفنان الفلسطيني عمار حسن، الفنان العماني يوسف عمان، الفنانة الأٍردنية ديانا كارازون. ألهبت النجمة السورية مي نصري قاعة العروض أحمد باي بقسنطينة بنخبة من أغانيها ومن التراث السوري كما قدمت أإنية باللهجة الجزائرية تفاعل معها الحضور واستطاع الفنان العراقي همام وهو يشارك في حفل فني بالجزائرو الذي يمتلك موهبة فنية نادرة في أداء المقام العراقي أن يأسر قلوب الجمهور من خلال أغنياته التي حملت عناوين "أنت جزائري أكيد ورافع راسك" التي كتبها الشاعر كمال العبسي، وتتغنى بشهامة وكرم الجزائر وأنفتها بتوزيع يقترب من الأغنية الوطنية الملتزمة، كما قدم الفنان العراقي همام أغنية جديدة بعنوان "جميلة بوحيرد" وغاص بالجمهور في بحر المقام العراقي وأنين الناي من خلال سلسلة من الطقطوقات التراثية الموسيقية العراقية العريقة عبر ٍرائعة "عيرتني بالشيب"، "جنة يا وطننا جنة"، ونجح الفنان العماني يوسف عماني من تحريك الحضور بفضل خفة روحه وصوته الجميل الحساس حيث أبدع في أداء أغنية الراحل دحمان الحراشي "يا الرايح" وأغنية للشاب عقيل وأبدى تحكما قويا في اللهجة الجزائرية وتقربه من فن الراي والشعبي وتفاعل الجمهور مع أداء الفنان العماني الشاب مع أغنية "ياطيب القلب وينك" و "يا من سألت عن الحب" وأهدى الفنان أغنية جديدة عربون محبة للجزائر التي يزورها لأول مرة حيث ألفها فور وصوله للجزائر وإعجابه بساطة أهلها بعنوان "الجزائر إسمك فوق بالعالي". من جهته أبدع الفنان الفلسطيني عمار حسن بصوته القوي في أداء نخبة من الأغاني الوطنية الحماسية من عمق التراث الفلسطيني وإيقاع الدبكة المفعمة بحب الوطن والتوق لإسترجاعه من يد المغتصبين الصهاينة وكانت ألحانه شجية تتقاطر بالألأم والأسى لكن أيضا أغاني تتقاطر حبا و نابضة بالأمل ضمنها "دوس عل البنزين أنا فلسطيني"، "دربي طويل يا ما كل شوك ونار يا ما"، "مفتاح قلبي بها القلب ناطر"، فضلا على طقطوقات فلسطينية خفيفة بعثت ىالبهجة في الحضور وتفاعل معها وتناولت القضية، وبإطلاتها الرائعة البسيطة والأنيقة أطلت الفنانة المصرية صاحبة الصوت الشجي غادة رجب لتحيك لحظات من الزمن الطربي الرائع وغنت الفنانة أروع ما جادت بها حنجرتها الذهبية أمام المئات من عشاق الفن النبيل في قاعة العروض الكبرى "أحمد باي" في مدينة قسنطينة ضمنها باقتها الغنائية "المستخبي بان"، "يا ماكان" ،"بنظرة حب"، "يما براوة" وهي أغاني من عمق الروح المصرية وإيقاعها الطربي وأبدعت الفنانة الأٍردنية ديانا كارازون التي إٍرتدت فستانا أزرقا في أداء شلال من الأغاني التي تفاعل معها الجمهور وصفق لها طويلا بفضل ما بعثته من حماسة بفضل الدبكة والفولكلور الأٍدني الثري بعناصره الجماية والإيقاعية وضمنها ما قدمته على الركح أإنيات "قصتنا" أغنية الراحلة وردة "حركت أحبك"، "أسمر يا حو"، "بيت الشعر"، "صار الليل"، صبوها القهوة "وين عرب الله"، "وأغاني من الفلكور المحلي الأٍردني. وفي وصلته الثرية انحنى الفنان اللبناني أمام العلم الجزائري وأتحفتهم بباقة غنائية من مسيرته الفنية الخالدة كما رددت الجماهير معه روائع "ما حلاها السمرة" ، "قلي ميتة أشوفك" ، "واه واه ودانا ودانا" ، "أنا أموت بالجزائر" ، " باعرف فيه كان طير صغير"، "وحدك حبيبي قمر الزمان" ، " ياليل" ، "الساحة" ، "دام عزك يا جزائر" تفاعل معها الحضور ورددها بقوة وبالتصفيق وقال ولدي توفيق أن الجزائر تقف دوما إلى جانب الشعوب العربية في محنها من لبنان وسوريا وليبيا واليمن وغيرها ووعد بتصوير كليب لأغنيته بقسنطينة عرفانا بجمالها وقيمتها العالمية وأضاف الفنان الرائع وليد توفيق أن الفن الجزائري ثري ومتنوع وله نكهة خاصة أضاف الكثير للفن العربي وعالميته كما حي الفرقة السورية التي رافقت السهرة ، ختام السهرة العربية كانت صوت فلة الجزائرية لتعلن نهاية القطيعة. وقدمت فلة أجمل أغانيها القديمة والجديدة واعتلت الركح ومن أغانيها التي تفاعل معها الجمهور القسنطيني » محتارين » وهي أغنية جديدة من تأليف وتلحين الفنان وليد توفيق في ثالث تعاون فني معها تلتها أغاني "جميلة بوحيرد" في طابع المالوف القسنطيني العريق ،"تشكرات" وباقة من أغانيها الرائجة . من خلال الحفل الفني العربي الذي جمع نجوم الأغنية العربية وبحضور نخبة من السفراء إستمتع الحضور بوصلات راقية من الطرب العربي الأصيل وذلك في حفل مميز نظمه الديوان الوطني للثقافة والإعلام في إطار برنامج اختتام تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لعام 2015" الذي صنع متعة الجمهور العريض الذي تجاوب مع السهرة التي تراقص على أنغامها الكثير.