غير بعيد عن مدينة الميهوب شرق المدية أحدثت الهزة الأرضية ليلة أمس بقوة 5.3 درجات على سلم ريشتر، هلعا كبيرا وسط قاطني الميهوب والبلديات المجاورة على غرار مغراوة والعزيزية وتابلاط والقلب الكبير ومزغنة وغيرها حيث بقيت العائلات خارج البيوت حتى الصباح أما ببلدية الميهوب الأقرب إلى مركز الهزة الأرضية فقد أصيب بها عشرات الأشخاص بجروح متفاوتة الخطورة، وحالات هلع وصدمات نقلوا على إثرها إلى العيادة متعددة الخدمات بالعزيزية، فيما حولت الحالات الخطيرة إلى مستشفى عاصمة الولاية. "صوت الأحرار" تنقلت إلى عيادة العزيزية فكان المشهد ينبئ بحالة الهلع والخوف خارج العيادة وداخلها ودردشنا مع الحالات التي كانت بالعيادة فرغم جروحهم البسيطة فأغلبيتهم كانوا يعانون كثيرا من وقع الصدمة، أما ببلدية الميهوب حيث المنازل الهشة التي انهارت وأخرى مهددة بالانهيار، التقينا مع الذين قضوا الليلة خارجها خوفا من هزات ارتدادية وتشققات المنازل، حيث تحدثوا باستياء كبير من غياب أية مساعدة مادية من السلطات المحلية على غرار الخيم والأفرشة والأغطية وحتى قاعة العلاج بعاصمة بلدية الميهوب لا تعمل ليلا حسب ذات المتحدثين، فيما قال البعض إن الهزة الأرضية أبانت عن الكثير من العيوب على غرار المنازل الهشة التي سقطت على أصحابها، والظلام الدامس الذي تعانيه جل أحياء مدينة الميهوب في ظل انعدام الإنارة العمومية ما زاد الأمر تعقيدا، وغير ذلك من النقائص التي تعانيها الميهوب، فيما صرح رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية الميهوب أن مصالح البلدية لا حول ولا قوة لها فهي لا تتوفر على الخيم أو غيرها مما يحتاجه المتضررون من الهزة الأرضية، الهزة خلفت وفاة شخص نتيجة أزمة قلبية، مع تسجيل سقوط جدار مكتبة بلدية الميهوب ومدرستين ابتدائيتين ببلديتي الميهوب والعزيزية، وتشققات عميقة بمدارس أخرى، وتلتها عدة هزات ارتدادية مما جعل السكان في حالة رعب مستمر. وفي ظل غياب وسائل التضامن لم يجد المواطنون سوى بعضهم للتكفل فيما بينهم، حيث طالب السكان بتشكيل خلية أزمة والإسراع في احتواء الوضع الذي بات لا يطاق وتحولت أيامهم ولياليهم إلى كوابيس. مترشحو البكالوريا لدائرة العزيزية جلهم قضوا ليلتهم تحت الصدمة، حيث توجهوا الى مراكز الامتحان بعد ليلة في العراء في حالات نفسية سيئة وصراع نفسي مرير. من جهتهم مجموعة من الشباب أقدموا على غلق الطريق الوطني رقم 8 في شطره الرابط بين العزيزية وتابلاط، المحتجون طالبوا بتدخل السلطات للتكفل بمشاكلهم ،وتشكيل خلية أزمة والوقوف على حجم الكارثة. إلى ذلك، تنقل وزير السكن والعمران والمدينة عبد المجيد تبون رفقة السلطات الولائية إلى المناطق المتضررة من الهزة الأرضية، حيث أعرب له المواطنون عن استيائهم الشديد مطالبين بالتكفل بانشغالاتهم بتوفير الخيم، والتكفل النفسي بالحالات التي تأثرت بالزلزال، كما طالبوا بمضاعفة الحصص التنموية خاصة في مجال السكن وإيفاد مختصين لدراسة الظاهرة الزلزالية التي تعرفها المنطقة منذ مدة والتي باتت مصدر هلع كبير للمواطنين.