يراهن حزب جبهة التحرير الوطني على اكتساح مقاعد الغرفة السفلى خلال تشريعيات 2017، وهي المحطة الانتخابية التي شرعت قيادة الحزب، وعلى رأسها الأمين العام الدكتور جمال ولد عباس في التحضير الجدي لها من منطلق أهميتها في تكريس ريادة الأفلان في الساحة السياسية، وذلك بعد أن وضع ولد عباس قطار الحزب في السكة عقب سلسلة لقاءات »المصالحة« واجتماعات أمناء المحافظات. تعكس الأرقام التي كشف عنها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني بخصوص عدد المناضلين المنخرطين في صفوف الحزب والذين ناهزوا مليون منخرط، الرهانات الحقيقية لأول قوة سياسية في البلاد، خلال المحطات الانتخابية المقبلة سيما فيما يتعلق بتشريعيات 2017 التي لم يعد يفصل عنها الكثير. ومن هذا المنطلق قطع الأمين العام للأفلان الطريق أمام أي تحالف مع الأحزاب الأخرى، بعد أن أكد أن الحزب سيدخل هذه المنافسة الانتخابية بقوائمه الخاصة قبل الانتخابات التشريعية، على اعتبار أن الأفلان يملك مخزونا من الطاقات والكفاءات ما يمكنه من خوض غمار هذه الانتخابات دون اللجوء إلى التحالفات. وكان الدكتور ولد عباس على مدار أكثر من 50 يوما عقب تنصيبه على رأس أمانة حزب جبهة التحرير الوطني قد باشر عملا كبيرا في إطار ترتيب بيت الحزب، بهدف دخول معترك الانتخابات بثوب المرشح رقم واحد، سيما وان بعد أن كللت أصعب مرحلة باشرها الدكتور ولد عباس بالنجاح، بعد أن اقنع العديد من القياديين السابقين بالعودة إلى النشاط داخل الهياكل الرسمية للحزب. وكانت جلسات الاستماع التي عقدها الأمين العام للأفلان مع رؤساء اللجان الانتقالية بمثابة تشريح لواقع القاعدة النضالية خاصة في جانبها التنظيمي أين وقف الدكتور ولد عباس على عدد من الجوانب الايجابية التي تعلقت بنجاح إستراتيجية انتشار الحزب، بعد أن كشف المسؤول الأول عن أمانة الأفلان بان عدد المنخرطين في صوف الأفلان قد بلغ 800 ألف منخرط. والأكيد أن قيادة الحزب وعلى رأسها الأمين العام للحزب قد وضعت في الحسبان صعوبة المهمة، خاصة وان اغلب الأحزاب قد أكدت مشاركتها في هذا الموعد الانتخابي الهام، سيما وان حزب جبهة التحرير الوطني يسعى لتعزيز مكانته في الساحة السياسية والتي تعد مقاعد المجلس الشعبي الوطني أهم حلقاتها، علما أن الأفلان كان قد ظفر بأغلب مقاعد هذه الهيئة التشريعية في سنة 2012. ولأن الحزب يستمد قوته من قاعدته النضالية فقد أمر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني في الكثير من المناسبات بضرورة فتح أبواب الانخراط أمام كل من يرغب في الانضمام إلى صفوفه، في الوقت الذي شدد فيه على أهمية محاربة كل أشكال الإقصاء والتهميش بعد أن أمر بضرورة توزيع بطاقات الانخراط لجميع المناضلين.