اهتزت مواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك وتويتر، أمس، على وقع الدعوات المتتالية والملحة على التعقل ونبذ العنف والتخريب وذلك في أعقاب بعض الاحتجاجات ضد الزيادات التي أقرها قانون المالية والتي شهدتها مدينة بجاية التي سرعام ما تحول إضراب التجار فيها إلى أعمال تخريب وكسر وحرق، وولايتي البويرة وبومرداس بدرجة أقل، وهو ما أثار حفيظة الجزائريين الذين سارعوا إلى التعبير عن رفضهم لمثل هذه الاحتجاجات ووقوفهم جسدا واحدا أمام زارعي الفتنة في البلد. دعا رواد مواقع التواصل الاجتماعي والمغرّدون وحتى عموم المواطنين في المقاهي وأماكن العمل والبيوت والشارع... إلى التعقل ونبذ العنف الذي تقف وراءه أطراف مجهولة ورد ذكرها على لسان وزير الداخلية نورالدين بدوي نفسه والذي توعد هؤلاء وحذر من الانسياق وراء نواياهم. وتداول العديد من رواد الفايسبوك عديد الشعارات الداعية لنبذ العنف والتخريب، على غرار "أنا جزائري أنا ضد العنف"، "قد نختلف مع النظام ولكن لا نختلف مع الوطن"... محذرين من تحول الجزائر إلى سوريا أو ليبيا أو العراق التي أصبح مواطنوها يتجولون في كل أنحاء العالم كلاجئين مشردين داخل مخيمات بعدما سلبت منهم كرامتهم ووطنهم. كما دعا هؤلاء إلى وقف العنف والتخريب والسطو على الأملاك العمومية، وأطلقت صفحات كاملة حملة تطوعية من أجل تنظيف الأحياء التي شهدت أعمال شغب بولاية بجاية، حيث نشرت صفحة "بجاية سيتي"، بأن السكان مدعوون إلى عملية تنظيف لما تم تخريبه. أما التعليقات والتغريدات فقد رفض آلاف أصحابها العنف والتخريب، داعين للحفاظ على أمن واستقرار وسلامة الممتلكات، خاصة بعد نشر صور مفبركة تتعلق بحرق مباني وهيئات رسمية تبين أنها تعود لسنوات ماضية على غرار تلك المأخوذة عام 2011 أو ما سمي آنذاك ب"أزمة السكر والزيت". ووسط انتشار الإشاعة بسرعة على الفايسبوك "راهي ناضت في باينام وعين البنيان"، راهي تخلطت في باب الوادي وباش جراح".. خرج الشباب بهذه الأحياء على كلمة واحدة "لا للعنف لا للفتنة لا للتخلاط". ولقد شهد الحي العتيق باب الوادي بالعاصمة، على عكس ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي، حالة هدوء تام خاصة وأن التعزيزات الأمنية كانت متواجدة وأمنت كل الشوارع كما في باقي أحياء العاصمة، حيث تم توقيف 39 متورطا في محاولات شغب وفوضى. حي باش جراح هو الآخر شهد بعض أعمال الشغب ليلة أول أمس بين منتصف الليل والواحدة صباحا، علما أن أغلب شباب الحي قد وقفوا ضد من قاموا بالاحتجاجات، كما أنهم بقوا في محلاتهم، خاصة بعد ورود معلومات تفيد بمحاولة اقتحامها من طرف من خلقوا الفوضى بالحي. وحسب مصادر أمنية، فإن مصالح الأمن، قد شرعت في التحقيق وتصوير كل الاعتداءات التي وقعت والتي مست عددا من الأملاك الخاصة بالمواطنين وبعض السيارات، كما أن العديد من المتورطين في الأحداث قد تمكنت مصالح الأمن من التعرف عليهم وإلقاء القبض عليهم. تجار بجاية يستأنفون نشاطهم شهدت مدينة بجاية صباح أمس عودة الهدوء إلى مختلف أحيائها وبلدياتها، حيث فتحت المحلات وكافة المديريات العمومية أبوابها وعادت الحياة إلى طبيعتها بعد يومين من أحداث الشغب والنهب الذي صاحب الإضراب العام الذي شنه تجار الولاية واستغلته أيادي التخريب والتحريض على العنف. عادت أمس الحياة إلى طبيعتها بمختلف أحياء وبلديات بجاية خاصة تلك التي شهدت منذ يومين أعمال شغب وتخريب وصدامات بين شباب المدينة وعناصر وحدات الأمن على غرار كل من تازمالت سوق الإثنين، سيدي عيش، تيشي وأقبو. وبعد عمليات السطو وإضرام النيران، التي تعرضت لها مختلف مقرات الشركات مثل شركة "كوندور" و"سونلغاز" و "جيزي" وكذا تكسير واجهات المحلات بوسط المدينة لم يتردد تجار بجاية من العودة إلى نشاطهم وفتح محلاتهم، كما أكد مواطنون من تازمالت، سوق الإثنين وتيشي أن أكثر من نصف محلات هذه البلديات فتحت أمس بشكل طبيعي استجابة إلى النداء الذي وجهته جمعيات التجار بهذه البلديات الواقعة شرق ولاية بجاية إلى التجاري من أجل العودة للنشاط التجاري بعد أعمال التخريب التي صاحبت الإضراب العام الذي باشره تجار المدينة منذ يوم الإثنين الماضي، احتجاجا على ارتفاع الأسعار، داعية إلى تفويت الفرصة على من يسعون للتحرض على العنف. وضمن نفس السايق بالموازاة مع تمكن عناصر وحدات الأمن من وضع حد لأعمال الشغب والتخريب الإضراب العام للتجار، عكست صور عودة الهدوء إلى أحياء بجاية واستجابة السكان لنداءات توخي الهدوء وتفادي الانزلاق في فج المخططين لإثارة الفتنة مدى رفض البجاويين و الجزائريين بشكل عام لكل أشكال العنف التخريب وتمسكهم بالحفاظ على أمن واستقرارالوطن. ومن جهتها نادت الرابطة الوطن?ة لحقوق الإنسان إلى تفادي العنف، والعمل على التعبير بصفة حضارية لأن العنف لا يأتي إلا بالخسائر وسقوط الضحايا، فالمواطن له الحق في التعبير عن حقه بصفة سلمية لا باللجوء إلى السلوكات الخطيرة، وناشدت سكان مدينة بجاية توخي الحذر ودعتهم إلى الهدوء. وقالت في بيان لها، إن المطالب الاجتماعية المشروعة لا يمكن تحقيقها إلا في إطار سلمي، محذرة من أن الانخراط في مساعي قد تؤدي بالبلاد إلى الخراب. وأكدت مصادر عليمة أن عناصر الأمن تمكنوا من إلقاء القبض على أكثر من 100 شخص تورطوا في هذه الأحداث التي استنكرها سكان الولاية وأحالتهم على الجهات القضائية للتحقيق معهم حول ضلوعهم في هذه الأعمال المشينة واسترجاع الأجهزة المسروقة.