استأنف، نهار اليوم، تجار عدد من بلديات بجاية نشاطهم بصفة عادية، متحدين التهديدات وفوتوا الفرصة على أولئك الذين ينتهزون الظروف لزرع الفتنة، حيث لقيت نداءات وقف الإضراب وأعمال التخريب والسطو على المحلات التجارية صداها، من طرف المواطنين بعد الحملات، التي دعت إلى التعقل والحذر والتحلي بروح المسؤولية وتفادي الانسياق وراء أصحاب السموم. عادت الحركة إلى ربوع تراب ولاية بجاية، بعد إضراب جزئي للتجار تحت طائلة التهديد، ولا يعلم مصدره ولا الدوافع الكامنة من وراءه، وهو ما استدعى تدخل مصالح الأمن من أجل تهدئة الأوضاع، والتحري حول هوية الأطراف التي تقف وراء ذلك. وبالرغم من التهديدات التي تعرض لها التجار، بإتلاف وحرق محلاتهم التجارية، إلا أن معظم المحلات التجارية عادت لتمارس نشاطها تدريجيا، في حين تمكنت مصالح الأمن من توقيف عشرات الشباب المتورطين في أعمال الشغب والتخريب. وتدخل العقلاء، المسؤولون، المحليون، والجمعيات على مستوى 52 بلدية، لكبح جماح هذه الفتنة ووضع حد للفوضى، وتفادي حدوث ما لا يحمد عقباه، خاصة التأكيد على عدم شرعية هذا الإضراب المفاجئ، الذي أثار الدهشة واستياء المواطنين، سيما مع تأكيد جل التجار أنهم اضطروا إلى غلق محلاتهم خوفا على أنفسهم وممتلكاتهم. وفي هذا الصدد تنقلت «الشعب» إلى البلديات الواقعة بالجهة الغربية للولاية ومنها، تازمالت، أقبو، سيدي عيش، إغيل علي، أوزلاقن، ولوحظ عودة النشاط التجاري في ظروف حسنة وهادئة، حيث أكد لنا عبد العالي ممثل عن التجار، « قرار فتح المجلات التجارية جاء بعد الاجتماع الذي عقدته جمعية التجار والحرفيين والمجتمع المدني، حيث عدنا إلى العمل دون خوف من التهديدات التي تعرضنا لها، خاصة أنه لا يوجد أي مبرر لإتباع هذا الإضراب الغير شرعي». وقد جندت مصالح البلديات كافة الإمكانيات الضرورية، من أجل تنظيف الطرقات والأرصفة التي شهدت أعمال شغب، كما فتحت كل المؤسسات العمومية أبوابها في وجه المواطنين، وباشر أصحاب النقل نشاطهم سواء داخل المناطق الحضرية أو خارجها، وقد لمسنا أن عودة المياه إلى مجاريها قد استحسنه المواطنون. وبالجهة الشرقية سجلنا نفس الانفراج في الوضع سيما ببلديات برباشة، وادي أميزور، خراطة، وذراع القايد، حيث عادت الحركة التجارية بصفة عادية، سواء على مستوى المحلات التجارية والأسواق الأسبوعية، حيث سارع المواطنون إلى اقتناء ما يحتاجونه، من مختلف السلع المعروضة والمواد الواسعة الاستهلاك، كما لوحظ تواجد الحافلات التي عادت على نشاطها في كل الاتجاهات. وبحسب بوسعادة ممثل عن التجار فقد أكد أن قرار العودة إلى مزاولة العمل جاء عقب الاجتماع الذي نظم بمقر بلدية خراطة، حيث جمع بين نقابة التجار والعقلاء، وأكد الجميع ضرورة التصدي لهذه الفتنة بالعمل، وقد سجلت وفرة للخضر والفواكه والمواد الغذائية، في ظروف جد عادية بعيدا عن أعمال العنف. أما بالبلديات الساحلية فقد سجلنا عدم فتح التجار لمحلاتهم، وهو ما خلق تذمرا لدى المواطنين، الذين عبروا عن استيائهم لهذه الوضعية، ودعوا إلى ضرورة تدخل العقلاء والجمعيات من أجل توفير المواد الاستهلاكية التي يحتاجونها، كون هذه الوضعية جعلت منهم رهائن لا ذنب لهم.