أصدر، أمس، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الطاهر حجار، من وهران تعليمات إلى رؤساء الجامعات بضرورة الإسراع في استكمال تعميم استعمال تطبيقات النظام الالكتروني في مختلف مجالات تسيير مؤسسات التعليم العالي والخدمات الجامعية، وأمرهم بفتح أبواب الحوار والتشاور مع كل مكونات الأسرة الجامعية والحرص على اعتماد هذا النهج في كل المستويات، كما أعلن عن عقد ندوة وطنية حول الخدمات الجامعية مطلع السنة القادمة. وجه حجار لدى إشرافه على افتتاح أشغال ندوة وطنية للجامعات بمركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية لوهران تعليمات إلى رؤساء المؤسسات الجامعية بضرورة العمل على استكمال تعميم استعمال تطبيقات النظام الالكتروني في مختلف مجالات التسيير على مستوى مؤسسات التعليم العالي ومرافق الخدمات الجامعية على غرار متابعة المسار الدراسي للطالب والمسار المهني للأستاذ الباحث وللعمال وآليات التسيير الإداري والمالي للمؤسسة فضلا عن إدارة مشاريع البحث والأنشطة. وحث الوزير مسؤولي المؤسسات الجامعية والخدماتية على اتخاذ التدابير اللازمة لتكوين الموظفين في هذا المجال لضمان انجاح هذه العملية التي ستسمح بتسيير إجراءات التسيير البيداغوجي والإداري والمالي وإضفاء طابع عصري عليها، مؤكدا على أهمية الاستثمار الأمثل للموارد البشرية المتاحة في القطاع وكذا العمل على إرساء قواعد سياسة راشدة في هذا المجال سواء تعلق الأمر بأسلاك أعضاء هيئة التدريس والبحث أو بأسلاك المستخدمين الاداريين والتقنيين حتى يتسنى الارتقاء بالأداء المهني والوظيفي الى مستوى المرجعيات القياسية المعمول بها في هذا الشأن. ودعا حجار أيضا الى مواصلة الجهود في مجال تكوين الأساتذة حديثي التوظيف وتعزيزها حتى يتمكنوا من تأدية مهامهم التعليمية في ظروف ملائمة وكذا تحسين مستوى كفاءات ومهارات المستخدمين الإداريين والتقنيين وإعطائهم الأولوية في التوظيف الخارجي لسلك التأطير وسلك الأعوان التطبيقيين. وبخصوص الدخول الجامعي 2017-2018 فقد التحق نحو 329.700 طالبا جديدا بمختلف مؤسسات التعليم العالي عبر الوطن ليرتفع تعداد الطلبة إجمالا إلى نحو 1 مليون و700 ألف طالبا يتوزعون على مختلف أطوار التعليم العالي ومراحله. وفي مجال الهياكل البيداغوجية فقد تم استلام 37 ألف مقعد جديد من بين 80 ألف مقعد بيداغوجي، مقرر استلامها قبل نهاية السنة المالية الحالية واستلام 22 ألف سرير من بين 45 ألف سرير مبرمجة للاستلام الى غاية نهاية العام الجاري، مما سيرفع قدرات الإيواء الاجمالية في القطاع إلى نحو 700 ألف سرير على المستوى الوطني كما أشير إليه. كما تم تعزيز تعداد هيئة التدريس بتعبئة 2.836 منصبا ماليا لفائدة سلك الأساتذة المساعدين في إطار آلية التوظيف الخارجي ليصل بذلك تعداد الأساتذة الباحثين إلى 60 ألف أستاذ منهم 20 من المائة من ذوي المصف العالي يشير حجار. وأبرز الوزير أن عملية رقمنة مختلف المراحل ذات الصلة بالتوجيه والتسجيل بواسطة نظام (بروقرس) أسهمت في انجاح هذه العملية التي شملت هذه السنة لأول مرة الطلبة الأجانب بالإضافة الى توسيع استخدام هذه الأرضية الرقمية إلى الخدمات الجامعية من خلال التكفل رقميا بعمليات ايداع طلبات الايواء ومعالجتها وتبليغ نتائجها. من جهة أخرى دعا السيد حجار رؤساء الجامعات ومديري المدارس والمعاهد الوطنية بضرورة إنشاء فرق رياضية على مستوى الجامعات بهدف استحداث بطولة وطنية جامعية يتم تنظيمها على شكل بطولات جهوية ثم وطنية. الوقفة الاحتجاجية لعمال جامعة التكوين المتواصل غير شرعية وشدد على ضرورة الإستغلال الأمثل لمختلف الهياكل والمرافق الرياضية التابعة للمؤسسات البيداغوجية والاقامات الجامعية وتسخيرها لكل الجمعيات الرياضية الطلابية النشطة على مستوى القطاع، وفيما يتعلق بالوقفة الاحتجاجية إلتي قام بها مؤخرا عمال جامعة التكوين المتواصل أكد وزير التعليم العالي في ندوة صحفية على هامش أشغال الندوة الوطنية للجامعات أن هذه الحركة ليست شرعية والعمال ليس لهم دخل في القضايا البيداغوجية، نافيا إلغاء جامعة التكوين المتواصل أو المساس العمال وأن كل ما قامت به الوزارة هو تعديل الجوانب البيداغوجية على غرار ما هو معمول في الجامعات الأخرى. ومن جهة أخرى أعلن حجارعن تحضيرات جارية لعقد ندوة وطنية مع مطلع السنة القادمة حول الخدمات الجامعية تتمثل غايتها الرئيسية في تحسين الخدمات المقدمة للطلبة وترقية الحياة الطلابية في الوسط الجامعي، حيث ستجمع بين مكونات الأسرة الجامعية والعلمية والفاعلين المعنيين في المحيط الاقتصادي والاجتماعي تأتي كفضاء لتشخيص الوضعية الحالية للخدمات الجامعية ورسم أفاق تحسينها انطلاقا من بلورة رؤية إصلاحية تشاركية تكرس طابع الخدمة العمومية لهذه المنظومة.. كما دعا الوزير رؤساء المؤسسات الجامعية إلى ضرورة فتح أبواب الحوار والتشاور مع كل مكونات الأسرة الجامعية والحرص على اعتماد هذا النهج في كل المستويات وذلك لحل المشكلات المطروحة في وقتها ومكانها حتى لا تتفاقم وتؤثر على السير الحسن للمؤسسة الجامعية التي هي أحوج ما تكون للاستقرار من أجل القيام بمهامها في التكوين والبحث وخدمة المجتمع على الوجه الأكمل. وأكد حجار، أن برنامج الحكومة يستهدف إحداث ما يزيد عن 40 ألف مؤسسة مبتكرة على المستوى الوطني خلال سنتي 2017 و2018، مبرزا أن هذا البرنامج يشكل فرصة ثمينة يتعين على المؤسسات الجامعية والبحثية استغلالها عن طريق انشاء حاضنات ابتكارية وفسح المجال أمام خريجي مؤسسات التعليم العالي لإنشاء مؤسسات صاعدة . كما سيمكن البرنامج من بعث مراكز للابتكار والتحويل التكنولوجي وتفعيل حركية الأساتذة والباحثين الخبراء من خلال تقوية الروابط بين الجامعة والمحيط وفتح فرص جديدة أمام الطلبة في مجالات التربص والتدريب كما يهدف إلى دفع عجلة الاقتصاد الوطني بقوة لتحقيق معدلات أعلى من النمو اعتمادا على الموارد البشرية والمالية المتاحة وطنيا، داعيا مؤسسات التعليم العالي ومراكز البحث والتطوير التكنولوجي إلى أداء دور أساسي في هذا المجال بحكم ما تزخر به من قدرات علمية تسمح بترقية المعرفة وتثمين نتائج البحث وكذا مواصلة عملية تقييم مخابر البحث وبعث مخابر أخرى وإنشاء مشاريع بحث لتواكب التوجه الجديد للاقتصاد الوطني والمساهمة في تطويره. وأبرز أن دائرته الوزارية أبرمت اتفاقية مع الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب لمرافقة وتوجيه الطلبة منذ إتحاقهم بمقاعد الجامعة الى غاية تخرجهم للاستفادة من تمويل لإنشاء مؤسساتهم المصغرة .