أحيت، المركزية النقابية، أمس، بدار الشعب بالعاصمة، الذكرى ال 14 لاغتيال الأمين العام السابق للاتحاد العام للعمال الجزائريين، الشهيد عبد الحق بن حمودة، وقد كانت المناسبة للتذكير بخصال الرجل ونضاله من أجل الديمقراطية والجمهورية ووقوفه ضد محاولات زعزعة استقرار أركان الدولة خلال سنوات التسعينيات، التي عرفت تصاعدا إرهابيا للمد الأصولي، الساعي إلى دولة تييوقراطية من خلال اللجوء إلى العنف المسلح كخيار لإقامة مشروع سياسي بديل للمشروع الديمقراطي الجمهوري. وفي خضم الأحداث الأليمة التي شهدتها الجزائر آنذاك، سارع المناضل عبد الحق بن حمودة رفقة مجموعة من الوطنيين إلى تأسيس لجنة »إنقاذ الجزائر« التي كانت بمثابة الجدار الوطني الحامي للمشروع الجمهوري. واستطاع الراحل من تجنيد العمال للوقوف في وجه المد الإسلاماوي، وتوصل إلى قناعة مفادها ضرورة التأسيس لتنظيم سياسي جديد يكون قادرا على ملء الفراغ السياسي والمؤسساتي الناجم عن استقالة الرئيس الشاذلي بن جديد وحل البرلمان، ومن هنا شرع الرجل رفقة وجوه معروفة في وضع النواة الأولى للتجمع الوطني الديمقراطي كإطار هيكلي وتنظيمي يجمع مختلف الفعاليات الوطنية والشخصيات السياسية والنقابية من أجل تعزيز المشروع الوطني النوفمبري الجمهوري. بن حمودة الذي عرف بدفاعه المستميت عن مصالح العمال، وتميز بقدرته على التجنيد والتعبئة في أوساط الطبقات الكادحة، وهو ما أقلق العديد من الأطراف المناوئة لأطروحاته السياسية ونظرته لمعالجة الأزمة التي عاشتها الجزائر جراء انحدارها نحو مستنفع العنف الدموي، تعرض لعملية اغتيال بشعة ذات 28 جانفي من عام 1997 بدار الشعب على يد مجموعة إرهابية، لتخسر الجزائر مناضلا شرسا، ويسكت صوت الكادحين إلى الأبد. الوقفة الترحمية، أمس، كانت مناسبة للعمال لوقوف دقيقة صمت ترحما على روح الراحل بحضور الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد والأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السعيد عبادو ووزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي الطيب لوح ووزير الاتصال ناصر مهل بالإضافة إلى نقابيين ورفقاء المرحوم.