بداخل خيمة عملاقة تتربع على مساحة 1400 متر مربع بمعاير عالمية، أحدثت مؤسسة "ناس الخير" الفارق، خلال رمضان الجاري، لإفطار ما يفوق ألف صائم من المحتاجين، بدون مأوى وعابري السبيل، وسط جو عائلي وأخوي بهيج تقدم فيه أشهى أطباق الشاف "رايسي حميمد" وبمساهمة فعالة للخيرين، هيئات ومؤسسات عمومية، "صوت الأحرار" ولجت "امبراطورية" ناس الخير في يوم رمضاني وعادت بالريبورتاج التالي. كانت الساعة التاسعة صباحا عندما قصدنا ساحة الكيتاني بباب الوادي، لزيارة المكان الذي اتّخذته مؤسسة "ناس الخير" لإقامة مشروعها الخيري "آجي تفطر"، ما إن وصلنا حتى ظهرت لنا من بعيد خيمة تتربع على مساحة تبلغ 1400 متر مربع بمعاير عالمية، ولجناها فوجدنا العمل قائما على قدم وساق، الموائد متراصّة وعليها كراسي على طول الخيمة بطريقة توحي بالنظام المحكم بداخلها، أخبرتنا "محيو لامية" المسئولة عن تسيير بنك الأغذية، الألبسة والأدوية بمؤسسة "ناس الخير" والتي كانت أوّل من التقيناها بعين المكان، أن الخيمة خصصت لإطعام محتاجين، بدون مأوى وعابري السبيل، بينما يتم إعداد الوجبات بمطعم كائن بمنطقة واد الرمان بالعاصمة. "رانا هنا.. آجي تفطر" في ذات السياق، أكدت محدثتنا أن الطباخ "رايسي حميميد"، يشرف على طبخ الوجبات متطوّعا، منذ سنوات، على أن تنقل إلى الخيمة قبيل الافطار، بينما أطلعنا الطباخ عبر اتّصال هاتفي أنّ وجبة يوم زيارتنا شملت أطباق "الشوربة"، "أرز اسباني بالدّجاج"، السّلاطة والمشروبات، مضيفة أنّ التحكّم في تسيير الخيمة العملاقة بغرض تقديم خدمة راقية تليق بالصائمين، تطلّب تقسيمها إلى ستّ مناطق على أن يشرف مسؤول واثنين من مساعديه في تسييرها وتلبية حاجيات الصائمين "حتى يسود النظام ونضمن راحة الصائمين". إلى ذلك، أكّدت محدّثتنا أنّ الخيمة بطاقة استيعاب تفوق 1000 شخص يوميا، تحوي أربع وخمسون طاولة بمعدّل 8 كراسي في كلّ واحدة منها، بينما كانت تضطرّ لتوقيف الحديث معنا مرارا، حيث وأثناء تواجدنا بداخل الخيمة كانت ذات المسؤولة تتلقّى مكالمات هاتفية من عديد الخيّرين يعرضون عطاءاتهم التي تباينت بين التبرّع بكبش، المواد الغذائية ومختلف الضروريات، ويستفسرون عمّا ينقص لإعداد الوجبات لتغطيته، ما ينمّ عن الثقة التي يضعونها في المؤسسة وأعضائها. من جهته، كشف محمد منير قربي، الأمين العام للمؤسسة أنّ هذه الأخيرة تعمل من خلال برامجها ومشاريعها طوال السنة على تجسيد مبدأ احترافية المجتمع المدني، بعدما حصلت على الاعتماد سنة 2016، وبعد سنوات من نشاطها ضمن مجموعة اتّخذت من "الفيسبوك" مقرّا لها وملتقى لأعضائها وكذا منطلقا لنداءاتها الخيرية، مضيفا أنّ مقرّها المركزي يتواجد بحديقة الحيوانات والتسلية "الوئام المدني" ببن عكنون، "والذي قمنا بتهيئته وتجهيزه بسواعد المتطوعين وأنشئنا مركزا بيداغوجيا و رياضيا "علمني" بالمقر لكل شباب الجزائر والإخوة الناشطين في العمل الجمعوي". أزيد من 200 متطوّع لإنجاح المشروع فتح مطعم مؤسسة ناس الخير ضمن المشروع الخيري "رانا هنا " لشهر رمضان الجاري، والذي نظّم، حسب محدّثنا، تحت الرعاية السامية لوالي الجزائر، وفي إطار برنامجها الإنساني "رحمة"، جاء في طبعته الثامنة على التوالي ويشمل عديد العمليات الخيرية لفائدة الفئات الضعيفة وذات الدخل المحدود، مضيفا أنّه يهدف في مجمله لتقديم المساعدة وبالأخص الدعم للفئات المستهدفة خلال الشهر الكريم من خلال العمل الميداني واستجابة لعديد النداءات والطلبات الموجهة على مدار السنة. وقال منير قربي " إنّ المشروع يعد مثالا للتضامن بين المواطنين، المتعاملين الاقتصاديين ومؤسسات الدولة من أجل مساعدة المواطنين، حيث يسهر على إنجاحه أزيد من 200 عنصر شاب من إطارات ومتطوعين انطلاقا من المقر المركزي للمؤسسة بحديقة الوئام المدني ببن عكنون- الجزائر، والذين سهروا جاهدين من أجل تهيئته وتجهيزه لتسطير البرامج والمشاريع على مدار السنة وكذا تأطير مختلف مراحل السير الحسن لمشروع " رانا هنا" وذلك بالتنسيق مع مختلف المؤسسات العمومية الولائية والمحلية وكذلك المتعاملين الاقتصاديين. توزيع 5 آلاف قفّة على المعوزّين يشمل مشروع "رانا هنا "، حسب منير قربي، أربع عمليات، فبالإضافة إلى مشروع "آجي تفطر" سالف الذكر، الذي يهدف لإفطار جماعي ضخم يدوم لمدة 26 يوما للفئات المستهدفة وسط جو عائلي وأخوي بهيج تقدم فيه أشهى أطباق الشاف رايسي للضيوف، تمّة مشروع "خير ربي" وهو عبارة عن عملية توزيع قفة رمضان من مختلف المواد الغذائية الأساسية للعائلات المحتاجة "سطّرنا بلوغ 5000 قفة في الجزائر العاصمة من خلال تبرعات المحسنين، المتعاملين ومن مختلف نقاط جمع المواد من المساحات الكبرى بالعاصمة". وكشف الأمين العام لمؤسسة "ناس الخير" أنّ توزيع القفة سيغطّي عديد البلديات ويمسّ الأحياء المستهدفة بعدما تم إعداد القوائم ميدانيا بمساعدة أئمة المساجد بكل بلدية، مشيرا على أنّ نفس الكمية والعملية ستقام من خلال ممثلي المؤسسة في الشرق من ولاية عنابة، الغرب الجزائري من ولاية وهران والجنوب الجزائري من ولاية بسكرة "لتمسّ العملية إن شاء الله أكبر الحصص وتنطلق تباعا مع عمليات جمع المواد الغذائية وإعداد قفف خير ربي". ليلة مباركة ختامها فرحة بالعيد المشروع الثالث الذي سطّرته مؤسسة ناس الخير، تحت مسمّى"ليلة مبروكة"، يشمل، حسب قربي منير، عملية ختان جماعية للأطفال الأيتام والعائلات المحتاجة، حيث "سيتم التكفّل بهم من ناحية التحاليل الطبية، الختان وتقديم الألبسة التقليدية وإفطار للعائلات ضمن حفل في سهرة تقليدية صحراوية أصيلة بشعار"الصحراء في أحضان العاصمة"، وهذا على شرف العائلات وكل الشركاء"، مضيفا أنّ نفس العملية تشمل 50 طفلا لمختلف ممثلي المؤسسة في نواحي التراب الوطني. "فرحة العيد" مشروع آخر سطّرته الجمعيّة لفائدة العائلات المحتاجة، يشمل عملية جمع وتوزيع مختلف ألبسة العيد على الأطفال الأيتام وأطفال العائلات ذات الدخل الضعيف وتنطلق في أخر أسبوع من شهر رمضان المعظم "والعملية تشمل كذلك ممثلي المؤسسة في الشرق من ولاية عنابة، الغرب الجزائري من ولاية وهران والجنوب الجزائري من ولاية بسكرة لتمس العملية أكبر عدد ممكن". اعداد وجبة تليق بالصائم المعوزّ قسّم، خلال اليوم، على خمس فترات، حسب ما أفادنا به المين العام لمؤسسة ناس الخير، يبدأ باقتناء الخضر والفواكه الذي يكون في الغالب من أسواق الحطاطبة، الكاليتوس، الروفيقو، بومرداس وخميس الخشنة، ليتمّ تهيئتها من طرف الشاف رايسي حميميد ومساعديه بمطعم بواد الرمّان، لتحضيرها لإعداد الوجبات المتنوّعة، على أن يشرف فريق آخر على إعداد الخيمة واستقبال الوجبات وتوزيعها على الصائمين، بينما يتولى فريق آخر عملية ما بعد الإفطار من تنظيف الموائد وغسل الأواني في جوّ يسوده النظام المحكم والمتمخّض عن اجتماع يومي يديره "زروقي طارق" رئيس المؤسسة ومنير قربي أمينها العام برفقة بقية أعضائها والمتطوّعين لتنظيم عملية اليوم الموالي. ETUSA لنقل المساعدات و temtem لإيصال الصّدقات وكشف محدّثنا في ذات الاطار، عن إبرام اتفاقية تعاون مع المؤسسة الشابة temtem لنقل الاشخاص من أجل تطبيق ذكيtemtemsadaka، بحيث يستطيع كل متبرع بالعاصمة استخدام هذه التقنية لإيصال ما يريد التبرع به للمؤسسة مجانا، "على أن يتمّ إيصاله لنا إلى نقاط الجمع ومن ثم تتواصل العملية مع مؤسسة النقل العمومي ETUSA، حيث يتم توزيع القفف عبر مختلف البلديات في برامج مسطرة"، حيث لاحظنا تواجد أربع سواق لشاحنات مؤسسة "ايتوزا" بمحاذاة الخيمة بانتظار نقل المساعدات وأكّد خيار كمال ممثّل مؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري تواجدهم بعين المكان بين الساعة الثامنة صباحا الى السادسة مساءا طيلة الشهر المبارك لنقل مساعدات الخيرين إلى الخيمة وذلك من عديد المناطق على غرار بن عكنون، الرويبة، الشراقة، الحطاطبة، البليدة وغيرهم. يذكر أنّ ذات المشروع الخيري الضخم، يتمّ، يقول منير قربي، تحت رعاية والي الجزائر وكذا بمساعدة العديد من الهيئات والمؤسسات العمومية على غرار بلدية باب الوادي، الأمن الوطني، الدرك الوطني، مديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر، مديرية الصيد البحري لولاية الجزائر ومديرية الشباب والرياضة والترفيه لولاية الجزائر، بالإضافة إلى مختلف المؤسسات تحت وصاية ولاية الجزائرSeeal . Erma. Netcom . Extranet. Edeval, OPLA وعديد المؤسسات من مختلف القطاعات ذات صلة، ومختلف المتعاملين الاقتصادين، المتبرعين والمتطوعين من طباخين، ناقلين. شبكة "ندى" ضيفة شرفية بالخيمة تصادف تواجدنا بالخيمة حلول عرعار عبد الرحمان رئيس شبكة "ندى" للدفاع عن حقوق الطّفل، ضيفا شرفيا بالخيمة حيث ساهم برفقة أعضائها في تحضير موائدها، ومن جهته أكّد منير قربي أنّ المشروع يستقطب كلّ يوم ضيفا شرفيا على غرار رئيس مؤسسة الأمير عبد القادر، رياضيين، إطارات، أئمة وغيرهم، لمقاسمة المعوزين الافطار وإشعارهم بالدفء الأسري، بينما توزّع بعين المكان أكثر من 120 وجبة ساخنة وجاهزة على الأسر التي يتعذّر عليها التواجد بالخيمة لظروف مختلفة. غادرنا الخيمة العملاقة التي كانت بانتظار استقطاب أعداد المعوزّين بساحة الكيتاني المطلّة على الواجهة البحرية في يوم رمضاني حفّته المؤسسة بعمل خيري محض قال عنه صلى الله عليه وسلّم " إن في الجنة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها؛ أعدها الله لمن أطعم الطعام، وأفشى السلام، وصلى بالليل والناس نيام، وقوله " من فطّر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء".