استبعد البروفيسور محمد جويلي المختص في علم الاجتماع، من منبر »صوت الأحرار«، امتداد الحركات الاحتجاجية التي تشهدها تونس ومصر إلى الجزائر، مستندا في ذلك إلى ما وصفه ب»اختلاف الأوضاع بين البلدين«. عرض البروفيسور محمد جويلي لدى حلوله أمس ضيفا على »صوت الأحرار«، ما أسماه جملة الاختلافات بين تونسوالجزائر، التي قال إنها ستحول دون امتداد الثورة الشعبية التي شهدتها تونس مؤخرا وخلصت بالإطاحة بنظام زين العابدين بن علي الذي دام لأزيد من 23 سنة، انتهج خلالها مختلف سياسات القمع والاضطهاد في حق الشعب التونسي الذي وجد نفسه خاضعا لنظام رئاسوي على حد تعبيره، ليشير إلى أن الوضع مغاير تماما بالنسبة للجزائر التي قال »إنها بعيدة عن أية ثورة شعبية من هذا النوع في الوقت الحالي«. وحول هذه النقطة، أشار »ضيف التحرير«، إلى أن العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر، وكم الدماء التي أريقت خلالها، يجعلها في غنى عن مثل هذه الاحتجاجات، ليضيف أن الفروق الواضحة بين السياسة التي كان ينتهجها الرئيس التونسي المخلوع والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، إلى جانب الاختلافات المسجلة على المستوى العسكري خاصة فيما يتعلق بالجيش، تجعل احتمال انتقال عدوى الاحتجاجات من الأشقاء في تونس إلى الجزائر بعيدا كل البعد، مبرزا الفرق بين الجيش الجزائري ونظيره التونسي من حيث العدد وقدرته على احتواء الأزمات، ليوضح أن الجيش في تونس »غير موجود عدديا وتقنيا«، إلى جانب افتقاره للتجربة وعدم علمه بالواقع التونسي على عكس الأمن. وعلى الرغم من استبعاده إمكانية انتقال الاحتجاجات الشعبية من تونس ومصر إلى باقي الدول العربية، على عكس ما متتبعون للشأن السياسي بالوطن العربي، غير أن البروفيسور محمد جويلي، أكد ضرورة استخلاص سلطات الدول العربية الدروس من تجربتي تونس ومصر، من خلال اتخاذ التدابير التي من شأنها احتواء غضب الشارع وبالتالي تفادي أية انتفاضة أو محاولة جديدة للإطاحة بأحد الأنظمة العربية المتبقية.