عمر سليمان، الذي يُتوقع على نطاق واسع أن يتسلم السلطة من حسني مبارك كرئيس، كان هو المرشح المفضل لإسرائيل لتسلم المنصب بعد مناقشات مع مسؤولين أمريكيين عام 2008. وكشخصية رئيسية تعمل من أجل سلام الشرق الأوسط، كان قد اقترح ذات مرة أن القوات الإسرائيلية سيُرحب بها لغزو مصر لوقف تهريب الأسلحة إلى »متشددي« حركة المقاومة الإسلامية )حماس( في غزة. وتأتي هذه التفاصيل، التي برزت في ملفات سرية حصل عليها موقع ويكيليكس ومررها إلى صحيفة ديلي تلغراف، بعد أن بدأ سليمان مباحثات مع جماعات المعارضة بشأن مستقبل حكومة مصر. وأشارت الصحيفة إلى أن سليمان حصل السبت الماضي على دعم وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لقيادة الفترة الانتقالية للديمقراطية بعد أسبوعين من المظاهرات المطالبة باستقالة الرئيس مبارك. وقالت أيضا إن رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون تحدث إلى سليمان السبت الماضي، وحثه على اتخاذ »خطوات جريئة وموثوقة« ليظهر للعالم أن مصر على وشك الدخول في مرحلة انتقالية »لا رجعة فيها وعاجلة وحقيقية«. وأشارت إلى برقيات مسربة من السفارة الأمريكية بالقاهرة وتل أبيب تكشف التعاون الوثيق بين سليمان والحكومتين الأمريكية والإسرائيلية، وكذلك الاهتمام الشديد من جانب دبلوماسيين بالخلفاء المحتملين للرئيس مبارك العجوز. وتؤكد الوثائق على الوضع الحرج الذي تسعى الحكومة المصرية للمحافظة عليه في سياسات الشرق الأوسط بصفتها دولة عربية رائدة لها علاقة قوية بالولايات المتحدة وإسرائيل. وتضيف الوثائق أنه بحلول عام 2008 أصبح عمر سليمان، الذي كان رئيسا لجهاز المخابرات، حلقة الاتصال الرئيسية بإسرائيل في الحكومة المصرية. وتشير أيضا إلى أن ديفد حاتشام، مستشار كبير بوزارة الدفاع الإسرائيلية، أبلغ السفارة الأمريكية بتل أبيب أن الوفد الذي كان يقوده وزير الدفاع إيهود باراك كان معجبا بسليمان. وجاء في برقية بتاريخ أوت 2008 أن »حاتشام، رغم ذلك، كان كثير المدح لسليمان وأشار إلى وجود خط ساخن بين وزارة الدفاع الإسرائيلية ولواء المخابرات العامة المصرية يُستخدم الآن يوميا«. وأشار حاتشام إلى أن الإسرائيليين يعتقدون باحتمال أن يخدم سليمان كرئيس مؤقت إذا مات مبارك أو أصبح عاجزا. وأضاف دبلوماسيو تل أبيب »نحن استشرنا سفارتنا بالقاهرة من أجل تحليل سيناريوهات الخلافة المصرية، لكن ليس هناك شك في أن إسرائيل أكثر ارتياحا مع احتمال عمر سليمان«. وتشير الوثائق إلى أن سليمان أراد »عزل« حماس وفكر في ضرورة أن »تجوع غزة وليس تجويعها«. وقال لدبلوماسيين أمريكيين »أمامنا وقت قصير للتوصل إلى سلام ونحن بحاجة لأن نستيقظ في الصباح وليست هناك أخبار عن إرهاب ولا انفجارات ولا أخبار عن المزيد من الوفيات«