تعمل مؤسسة حفظ الصحة والتطهير لولاية الجزائر على القضاء على مختلف الأمراض المتنقلة من الحيوان إلى الإنسان من خلال عدة مصالح ،و تعتبر مصلحة القبض على الحيوانات الضالة واحدة من أهم تلك المصالح والتي تعمل وفق برنامج محدد يغطي مختلف بلديات العاصمة و يهدف إلى ضمان صحة و سلامة المواطنين و رغم الأهمية التي تكتسي هذا العمل إلا أن الأعوان يواجهون صعوبات في أداء مهامهم بسبب المضايقات التي يتعرضون لها ،ناهيك عن التخريب الذي يطال تجهيزات المؤسسة أيضا . أكدت سعيدي بن جاب الله رئيسة مصلحة محشرة الحيوانات الضالة ببومعطي التابعة لمؤسسة حفظ الصحة و التطهير لولاية الجزائر"هوربال"،أن هذه الأخيرة تسعى للقضاء على الأمراض المتنقلة من الإنسان إلى الحيوان و ذلك بالقبض على الحيوانات الضالة المتسببة في ذلك و تتمثل أساسا في القطط و الكلاب، حيث تعمل بالتنسيق مع مكاتب النظافة الموجودة في كل بلديات العاصمة ويمتد نشاطها إلى الشوارع والمستشفيات و الجامعات وهي العملية التي تقوم بها وفق برنامج يومي محدد واعتمادا على التبليغات التي تتلقاها. إنشاء وحدات أخرى بات أمرا ضروريا تضم هذه المصلحة - تقول ذات المسؤولة- 13 فرقة مجهزة بمختلف الوسائل الخاصة موزعة على 13 دائرة إدارية،حيث تقوم يوميا بجمع الحيوانات الضالة ،غير أن هذا العدد و بالنظر للكثافة السكانية الكبيرة التي تعرفها البلديات يضاف إليها التوسع العمراني بات غير كافي الأمر الذي تطلب هذه السنة تدعيم الدائرة الإدارية للدار البيضاء التي تضم سبع بلديات بفرقة ثانية وهي من المشاريع الهامة التي تعكف المؤسسة على تجسيدها قريبا . و يقتصرعمل المؤسسة في القبض على الحيوانات الضالة الحية فقط - تقول- حيث ينطلق الأعوان في مهمتهم في دورات تناوبية ،فيما يتم وضع القطط و الكلاب التي يتم القبض عليها في المحشرة التي تملك قدرة استيعاب كبيرة تصل إلى 500 حيوان، ويخضع هؤلاء إلى معاينة طبية لتحديد وضعيتهم الصحية و مدى إصابته بداء الكلب حتى يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة كوضعه تحت المراقبة الطبية و كذا إعلام المصالح البلدية التي تم العثورعليه فيها ،بينما يتم الاحتفاظ بالحيوانات التي تحمل دلائل على أن لها ملاك إلى حين إيجادهم و تسليمها لهم.. و أشارت المتحدثة إلى أنه بات من الضروري تدعيم هذه المحشرة بوحدات أخرى يتم إنشائها في المناطق البعيدة نوعا ما و التي تأخذ عملية التنقل إليها وقتا طويلا كزرالدة و رويبة و بولوغين بهدف تسهيل عملية التدخل في الحالات الاستعجالية، مضيفة أن البلديات التي تحتاج إلى فرقة أخرى هي تلك المجاورة للولايات الداخلية التي تفتقر لمصلحة متخصصة في جمع الحيوانات الضالة بسبب وجود الغابات و الأودية التي تشكل فضاء مناسبا لها. أعوان المؤسسة يواجهون صعوبات في أداء مهامهم ورغم أهمية العمل الذي تقوم به مؤسسة "هوربال" و الذي يندرج في إطار الحفاظ على سلامة المواطنين وصحتهم، إلا أن أعوان المحشرة يجدون صعوبة كبيرة في تأدية مهامهم ،فبالإضافة إلى كون المقر الذي يتواجدون به في منطقة معزولة و الوصول إليه يكون مرورا بطريق مهترئة تماما تستدعي تدخلا عاجلا من أجل تهيئتها حتى يتسنى لهؤلاء التدخل السريع، فإن هؤلاء الأعوان يمنعون من تأدية عملهم في الكثير من المرات من طرف بعض المواطنين الذين يحاولون منعهم من جمع الحيوانات الضالة ويستعملون القوة أحيانا لذلك - تقول محدثتنا- ناهيك عن المضايقات والألفاظ البذيئة التي ينعتون بها الأمر الذي يجعل فكرة ترك هذا العمل تراودهم كثيرا، إضافة إلى التخريب الذي يطال تجهيزات المؤسسة وذلك عن طريق إطلاق سراح الحيوانات التي يتم القبض عليها، كما أنهم يمنعون من دخول بعض الأحياء بحجة أنها راقية ، لكن هذا الكلام لا يؤخذ بعين الاعتبار لأن نشاط المؤسسة يمتد إلى جميع البلديات و الأحياء بالعاصمة ،مضيفة أنه من المعيب أن تصدر تلك التصرفات من أشخاص مثقفين و واعين بأهمية العمل الذي تقوم به مؤسسة"هوربال". حملات تحسيسية في المدارس لنشر الوعي وتقوم مؤسسة حفظ الصحة والتطهير لولاية الجزائر "هوربال" –تقول سعيدي - بعمليات تحسيسية وحملات توعية مستمرة عبر الأحياء وخاصة المدارس حول خطر داء الكلب، لتوضيح كيفية التعامل مع مختلف الحيوانات و على وجه الخصوص القطط والكلاب،حيث تمكنت من تغطية 60 إلى 100 مدرسة سنويا وتوعية حوالي 2000 طفل إضافة إلى تنظيم مسابقات سنوية لهم وتوزيع منشورات وكتيبات صغيرة لتوعيتهم، من أجل تفادي الإصابات المختلفة الناجمة عن داء الكلب و الاتصال المباشر بالحيوانات الضالة. و بلغ عدد الحيوانات التي تمكنت ذات المصلحة من القبض عليهم السنة الماضي -تقول- أكثرمن 15000 حيوان أما خلال شهر جانفي من هذه السنة ففد وصل عددهم 1100 قط و 616 كلب، أما الفترة الممتدة من 13 إلى 19 جانفي فقد قبض على 136 كلب و235 قط ،سجل فيها حالتي كلب فقط . و في هذا الإطار وجهت سعيدي جاب الله نداء إلى المواطنين الذين يملكون حيوانات أليفة، بضرورة تلقيحها والحفاظ عليها في المنزل مؤكدة أن المؤسسة تقوم بهذه المهمة، وما على صاحب الحيوان سوى دفع ثمن اللقاح. واعتبرت محدثتنا عدم تسجيل أية حالة إصابة لدى المواطنين منذ سنة 2006 من أهم الأهداف التي كانت تصبوا إليها المؤسسة و ذلك للقضاء على مختلف الأمراض المتنقلة من الحيوان إلى الإنسان و على وجه الخصوص داء الكلب.