تظاهر الآلاف في العاصمة اللبنانية بيروت أول أمس للمطالبة بإسقاط النظام السياسي الطائفي، تلبية لدعوة نشرت على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. وضمت المظاهرة -التي انطلقت من منطقة الدورة شمال بيروت باتجاه شركة كهرباء لبنان- فئات عمرية مختلفة، قدر عددهم بأكثر من عشرة آلاف شخص بينهم شبان وشيوخ وأطفال ونساء. ويقول المنظمون إن لاختيار شركة الكهرباء قيمة رمزية، نظرا لأن سطوة النظام السياسي الطائفي القائم على اقتسام السلطة بين الطوائف يجعل من التوصل إلى اتفاق على إصلاح القطاع الكهربائي أمرا بالغ الصعوبة. وفي محاكاة للاحتجاجات التي يشهدها العالم العربي في الآونة الأخيرة، ردد المحتجون ومعظمهم من الشباب، الشعار الذي أصبح الأشهر في المنطقة، وهو »الشعب يريد إسقاط النظام«، كما هتفوا »ثورة ثورة وين ما كان هلق (الآن) دورك يا لبنان«، للدلالة على الثورات التي شهدها العالم العربي مؤخرا. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها »يا طغاة لبنان دوركم آتٍ لا محالة«، و»الطائفية تضر بالصحة«، و»خبز وعلم وحرية لا للطائفية السياسية«، و»لا للفساد«، و»باطل باطل باطل الطائفية مرض قاتل«. وحملت إحدى المتظاهرات لافتة كتب عليها »لا أستطيع أن أصبح رئيسة للجمهورية لأنني مسلمة«، ووفقا للنظام السياسي الطائفي ينبغي أن ينتمي رئيس الجمهورية اللبنانية إلى الطائفة المارونية المسيحية. وكان المئات تظاهروا الأحد الماضي للسبب ذاته وساروا في طريق كان من خطوط الجبهة خلال الحرب الأهلية. يشار إلى أن لبنان يحكمه نظام دقيق يجري فيه تقاسم السلطة للإبقاء على التوازن بين الطوائف الكثيرة في البلاد. ونظام الحكم اللبناني هو نظام ديمقراطي برلماني توافقي، يقوم على توزيع السلطات على الطوائف، حيث رئاسة الجمهورية تعود للموارنة، ورئاسة الوزراء تعود للسنة، أما رئاسة مجلس النواب فهي للشيعة. وقد عانى لبنان من حرب أهلية استمرت 15 عاما وانتهت عام 1990 وأسفرت عن سقوط 150 ألف قتيل، كما اندلعت أعمال عنف طائفية كبرى هددت بانزلاق البلاد مرة أخرى إلى الحرب الأهلية عام 2008.